انضم زعيم حزب «العمل» الإسرائيلي المعارض اسحاق هرتسوغ إلى أسلافه زعماء الحزب في السنوات العشرين الأخيرة الذين أطاح بهم أعضاء الحزب بعد ولاية واحدة فقط، إذ جاء هرتسوغ ثالثاً في الانتخابات الداخلية لزعامة الحزب التي أجريت أول من أمس حاصداً 17 في المئة من الأصوات فقط. وجاء زعيم الحزب وزير الدفاع السابق عمير بيرتس في المكان الأول مع 33 في المئة من الأصوات تلاه الوجه الجديد الوزير السابق آفي غباي ثانياً مع 27 في المئة من الأصوات. وحيال عدم نجاح أي من المرشحين السبعة في الحصول على 40 في المئة من الأصوات على الأقل، فستجرى بعد عشرة أيام جولة ثانية حاسمة بين بيرتس وغباي. واعتبر تقدم غباي على هرتسوغ مفاجئاً بعض الشيء، إذ إن الحديث هو عن وجه جديد دخل المعترك السياسي قبل عامين فقط حين اختاره زعيم حزب «كلنا» موشيه كحلون ليكون الوزير الثاني عن الحزب في الحكومة الحالية لكنه استقال بعد عام احتجاجاً على سلوك رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو «وتفرده في القرارات» وإطاحته وزير الدفاع موشيه يعالون. وأواخر العام الماضي فاجأ غباي بالإعلان عن انضمامه إلى حزب «العمل» ومنافسته على زعامته، ما أثار استغراب الكثيرين الذين رأوا أن منافسته ستكون «مغامرة خاسرة في حزب عريق ذي رؤوس عدة». ولفت انتباه المراقبين أمس حقيقة أن بيرتس وغباي من أصول شرقية، وأن أحدهما سيقود حزباً عرف حتى الأمس القريب «حزباً أبيض عنصرياً»، قادته على مدار خمسة عقود متتالية شخصيات متحدرة من أصول أوروبية (أشكناز) ما دفع بالمصوتين من أصول شرقية إلى التصويت ل «ليكود» والأحزاب الدينية الشرقية المتطرفة. وتفادى معلقون في الشؤون الحزبية التكهن بهوية الفائز بزعامة الحزب في الجولة المقبلة وإن رجحوا كفة بيرتس «السياسي المخضرم والمحترف الحزبي صاحب الخبرة الغنية»، الذي سبق له أن تزعم الحزب قبل عشر سنوات ودخل حكومة إيهود أولمرت وزيراً للدفاع لكنه اضطر إلى الاستقالة حين أطاح به الحزب بعد فشل الحرب الأخيرة على لبنان. وترك بيرتس «العمل» وانتقل إلى حزب «الحركة» بزعامة تسيبي ليفني، لكنه عاد إلى حضن «العمل» قبل عام ونصف العام. ومع صدور النتائج صباح أمس باشر كل من بيرتس وغباي اتصالاتهما مع المتنافسين الخاسرين لإقناعهم بدعمهما في الجولة المقبلة. لكن ثمة مشكلة في حال تم انتخاب غباي إذ لن يكون في وسعه أن يحل محل هرتسوغ زعيماً للمعارضة البرلمانية، الذي يحظى بمكانة خاصة بحسب القانون، لأنه ليس نائباً في الكنيست، ما سيضطره إلى اختيار نائب في الحزب لهذا المنصب. ورأى مراقبون أن هرتسوغ خسر كرسي زعيم العمل لافتقاره إلى شخصية القيادي صاحب الكاريزما في حزب يتهاوى في السنوات الأخيرة، إضافة إلى معاقبة أعضاء الحزب له على خلفية سعيه المتواصل سراً للانضمام إلى حكومة نتانياهو الحالية وإنكاره ذلك حتى تم الكشف قبل أشهر عن أنه كان قاب قوس وأدنى من دخول الحكومة، لكن نتانياهو فضل في اللحظة الأخيرة زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان على هرتسوغ وحزبه. وشكك المعلقون في الشؤون الحزبية في قدرة بيرتس أو غباي على حد سواء على انتشال الحزب من التهاوي، أو على طرح بديل لنتانياهو وحكم اليمين للناخب الإسرائيلي، وسط استطلاعات رأي تفيد بأن تمثيل الحزب في الكنيست المقبل قد يتراوح بين 8-12 مقعداً فقط، في مقابل ارتفاع شعبية حزب «يش عتيد» الوسطي اليميني بزعامة يئير لبيد الذي يحلق في الاستطلاعات بعد أن اختار خطاً سياسياً قريباً من اليمين مدركاً انحسار شعبية اليسار في الشارع الإسرائيلي.