كان من المتوقع ان يعقد مديرو وزارات الخارجية في كل من الولاياتالمتحدةوفرنسا وروسيا وتركيا وقطر والمملكة العربية السعودية ومصر اجتماعاً تشاورياً اليوم في مقر الخارجية الفرنسية في باريس، لبحث الوضع في لبنان على ان تستقبلهم بعد ذلك وزيرة الخارجية ميشال آليو ماري الا ان عدم تمكن الجميع من الحضور الغى الاجتماع في اللحظة الاخيرة، وربما تأجل الى موعد لاحق. وكان معاون وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، أجرى مشاورات حول تونس ولبنان مع مسؤولين في القصر الرئاسي الفرنسي والخارجية. وقال فيلتمان ل «الحياة»، ان محادثاته تناولت الآراء الأميركية في تطورات الوضع في لبنان، مشيراً الى ان أعضاء في مجلس الأمن عبّروا عن حرصهم على بقاء لبنان على التزامه بقراري مجلس الأمن 1701 و1757. وأضاف أن تأليف الحكومة اللبنانية لا يعود الى الولاياتالمتحدة، ولكن الجانب الأميركي مهتم جداً بأن تكون الحكومة المقبلة ملتزمة بالقرارين 1701 و1757، وأن موقفه قريب جداً من مواقف دول أخرى مثل فرنسا. وذكر ان اجتماع اليوم، الذي يضم 3 أعضاء دائمين في مجلس الأمن، اضافة الى السعودية ومصر وقطر وتركيا، يعكس اهتمام كل هذه الدول بأن يبقى لبنان ملتزماً بالقرارات الدولية. وأشار الى تطابق في وجهات نظر الولاياتالمتحدةوفرنسا، وإلى أن الجانب الأميركي يريد التعاون مع حكومة لبنانية ملتزمة بقوة قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي عموماً. ولفت الى ان رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لم يُفصح عما سيفعله في شأن القرارات الدولية، وبالتالي لا يمكن الإدلاء بأحكام مسبقة في هذا الشأن حتى لو أن السبب الذي أدى الى تكليفه كان إلغاء التعاون اللبناني مع المحكمة. وقال إن مديري خارجية الدول الذين يجتمعون اليوم لديهم الذهنية نفسها، لأن هذا يشكل إشارة مهمة للبنان الذي يعتمد على دعم اصدقائه في الأسرة الدولية، وأن من المهم للبنان ان يعرف توقعات الأسرة الدولية منه. وأضاف ان كل الأطراف مهتمون بإبقاء لبنان على التزامه، لا سيما انه يمثل العرب في مجلس الأمن، وبالتالي لا يمكن تصور انه لا يلتزم بقرارات هذا المجلس. وأشار فيلتمان الى ان المشاورات بين فرنساوالولاياتالمتحدة أظهرت وجود قلق مشترك حيال كيفية إسقاط حكومة سعد الحريري تحت وطأة التهديد والترهيب. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتصل هاتفياً أول من أمس بالحريري وحيّا موقفه وعبّر عن التزام فرنسا وحرصها على استقلال لبنان. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» إن إلغاء زيارة رئيس البرلمان الفرنسي برنار أكواييه لدمشق مؤشر واضح الى تطور جديد في العلاقات الفرنسية - السورية.