لم تنجح زيارة الرئيس محمود عباس القاهرة ولقاؤه الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، في تبديد الجمود الذي اعترى العلاقة الفلسطينية- المصرية على خلفية الانفتاح المصري الأخير على حركة «حماس» ودعم تفاهماتها مع القيادي المفصول من حركة «فتح» محمد دحلان. ففيما كان عباس مجتمعاً مع السيسي، استأنفت السلطات المصرية إدخال الوقود الى محطة توليد الكهرباء في غزة عبر معبر رفح بعد توقفه لأيام. واعتبر القيادي في «حماس» موسى أبو مرزوق في تغريدة مقتضبة على «تويتر» أن وصول السولار المصري الى محطة كهرباء غزة «في هذا التوقيت أبلغ رسالة مصرية». في هذه الأثناء، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مصادر فلسطينية قريبة من عباس قولها إنه طلب اللقاء مع السيسي لاستيضاح حقيقة التفاهمات بين «حماس» ودحلان في شأن تقاسم السلطة. ووفق الوكالة، فإن التفاهمات تتضمن احتفاظ «حماس» بالأمن في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه عودة دحلان إلى غزة لتولي إدارة العلاقات الخارجية. وكان السيسي استقبل عباس أمس في قصر الاتحادية في القاهرة، حيث تم استعراض مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام في المنطقة، والمصالحة الفلسطينية. وأبلغت القاهرة عباس أنها حريصة على الحوار الفلسطيني وعلى ضرورة تحقيق المصالحة لتكون الحالة الفلسطينية جاهزة عند طرح مبادرة أميركية جديدة للسلام في المنطقة. كما شدد المسؤولون المصريون على ضرورة قيام السلطة في رام الله بتجديد البحث في إمكان المصالحة وإعادة إصلاح البيت الفلسطيني من الداخل. وصرح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن الرئيس الفلسطيني أكد حرصه المستمر على لقاء السيسي والتشاور مع مصر، خصوصاً في ظل دورها المحوري والتاريخي في المنطقة وفي الدفاع عن الحقوق الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكداً أن مصر لم تدخر وسعاً من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، ودعمها التام لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام، كما أعرب عن خالص تعازيه في ضحايا الهجوم الإرهابي الأخير في سيناء، مؤكداً وقوف فلسطين إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب وضد كل من يحاول المس بأمنها واستقرارها. وأضاف الناطق الرئاسي أن السيسي أكد موقف مصر الثابت وسعيها الى التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، كما شدد على أن القضية الفلسطينية تأتي دائماً على رأس أولويات مصر، إذ إن التوصل إلى حل لها يُعد ركيزة أساسية لاستعادة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، كما يساهم في تهيئة المناخ اللازم لتحقيق التنمية والتقدم الاقتصادي بما يلبي طموح دول المنطقة وشعوبها. وأطلع الرئيس الفلسطيني خلال اللقاء الرئيس المصري على الجهود التي تقوم بها فلسطين لحشد التأييد الدولي لموقفها الساعي إلى التوصل إلى حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مستعرضاً في هذا الصدد الجهود الأميركية لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال الناطق إن السيسي أكد أهمية دفع الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن مصر ستواصل جهودها لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.