وضع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية شروطاً عدة لحل اللجنة الادارية (حكومة الأمر الواقع)، التي أعادت الحركة تشكيلها قبل شهور عدة، بعدما أشار بكلمات قليلة الى «التفاهمات» التي توصلت اليها الحركة مع القيادي المفصول من حركة «فتح» النائب محمد دحلان. ولم يأتِ هنية، في أول خطاب شامل له منذ انتخابه رئيساً للمكتب السياسي لحركة «حماس» قبل نحو ثلاثة أشهر، على ذكر اسمي دحلان والرئيس محمود عباس خلال خطابه الذي استغرق نحو 90 دقيقة. ودعا هنية فصائل العمل الوطني والإسلامي الى صوغ «برنامج سياسي واضح وموحد يستند إلى القواسم المشتركة ويرتكز على أهداف شعبنا وحقوقه وتطلعاته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية فوراً تفي بكل التزاماتها تجاه شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع على حد سواء». وطالب بأن يتضمن البرنامج «التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني على قاعدة الانتخابات الحرة والنزيهة وبمشاركة كل الأطراف وشرائح شعبنا مشاركة ديموقراطية وتكون تفاهمات بيروت مرجعاً في إعادة تشكيل المجلس الوطني، وإعادة تفعيل المؤسسات، بخاصة المجلس التشريعي المنوط به الرقابة والتشريع، إضافة إلى وقف التعاون والتنسيق الأمني مع العدو ومهما كانت النتائج». وشدد هنية على أنه «لا بد من تهيئة الظروف والمناخات الوطنية لتحقيق هذه المبادرة من خلال إزالة كل المعوقات، وفي مقدمها التراجع عن جميع الإجراءات العقابية بحق غزة وأهلها، إضافة إلى قيام حكومة التوافق بدورها في قطاع غزة على أكمل وجه، وبعدها لن يكون هناك مبرر لبقاء اللجنة الإدارية في قطاع غزة وسيتم وقف عملها وإنهاء دورها». وجدد هنية، بحضور عشرات من قادة الفصائل الوطنية والإسلامية ورجال الدين المسيحيين والمسلمين وشخصيات وطنية واعتبارية، تأكيد مواقف الحركة السياسية، وتعهد ب «الحفاظ على ثوابت شعبنا، وفي مقدمها تحرير الأرض والقدس والأقصى والأسرى وتحقيق العودة واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس». وطمأن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي إلى أن تحريرهم «بات أقرب من أي وقت مضى». وانتقد بشدة ما يتم التخطيط له لحل القضية الفلسطينية وانجاز ما بات يوصف ب «صفقة القرن». وشدد على أن «أي حلول أو تسويات تتعارض مع حق شعبنا لن يُكتب لها النجاح وسنقف سداً منيعاً في وجهها مهما كلفنا ذلك من ثمن، ولن تُلزم شعبنا اليوم ولا في المستقبل». وحذر عباس من أن «لا أحد مفوضاً بالتنازل عن أرض فلسطين». وحمل هنية اسرائيل المسؤولية عن استمرار الحصار على قطاع غزة، وقال إن «غزة الصامدة بدل أن يكافأ أهلها ويعزّز صمودهم، تُحاك ضدهم إجراءات تصعيدية وتقطع عنهم الرواتب والدواء والغذاء وتمنع عنهم التحويلات الطبية التي بسببها أزهقت أرواح أبرياء من الأطفال». واعتبر أنه «آن الأوان لإنهاء الحصار عن غزة، وليس تشديده، وإننا إذ نحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية المباشرة والرئيسية عن حصار غزة، إلاَّ أننا نقول إن القرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطة (الفلسطينية) أساءت إلى النسيج الوطني الفلسطيني، وعليها أن تغيّر سياستها تجاه قطاع غزة». ووجّه الشكر إلى كل من قطر وتركيا ومصر وايران والسعودية وغيرها من الدول على الدعم الموجه للشعب الفلسطيني وحركة «حماس». ولم يشأ هنية اعلان موقف الى جانب قطر التي تربطها بحركة «حماس» علاقة قوية، داعياً «الأشقاء في دول الخليج الى معالجة الخلافات بالحوار وميزان العدل والانصاف وتغليب عوامل الوحدة التي ميزت العائلة الخليجية». وقال إن رئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار عقد في القاهرة «لقاءات فلسطينية فلسطينية أسفرت عن تفاهمات سوف تنعكس إيجاباً على أهلنا في القطاع، كما سوف تمثل توطئة للمصالحة الوطنية الشاملة».