أفيد أمس بحصول مفاوضات بين وفد من وجهاء أهالي وادي بردى من جهة ووفد عسكري روسي من جهة ثانية لإصلاح المياه في عين الفيجة وتحييد المصدر الرئيسي للمياه الى دمشق عن المعارك بين دمشق وحدود لبنان، وسط استمرار الغارات والقصف من القوات النظامية السورية، في وقت قتل وجرح عدد من الأشخاص بينهم عناصر من القوات النظامية في تفجير بين دمشق والجولان. كما قتل آخرون بقصف غرب حلب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه توقع دخول «ورشات الصيانة للبدء في إصلاح محطات ضخ المياه» في عين الفيجة في وادي بردى، حيث أبلغت مصادر «المرصد» بأن الورشات وصلت منذ صباح أمس إلى مناطق سيطرة قوات النظام في وادي بردى بريف دمشق، وتنتظر تأمين دخولها إلى منطقة وادي بردى ومنطقة عين الفيجة، للمباشرة بعملية تقييم الأضرار وإصلاحها. ونشر «المرصد السوري» ليل أول من أمس نسخة من ورقة الوسطاء عن الاتفاق بين طرفي القتال الذي «اشترط إعادة ضخ المياه من نبع عين الفيجة ووادي بردى إلى العاصمة دمشق، وأن على كل طرف الالتزام بتنفيذ الاتفاق الذي سيتم تنفيذ بنوده بعد إعادة ضخ المياه إلى العاصمة دمشق، على أن يتحمل كل جانب مسؤولية عرقلة الاتفاق أو إعاقة تنفيذ بنود». حيث نشر أن «الاتفاق الذي جرى في وادي بردى يقوم على تحييد المياه عن أي اشتباكات أو اقتتال، وإدخال ورشات صيانة لإصلاح النبع ومضخات المياه، وإعادة ضخ المياه إلى العاصمة دمشق، لإثبات أن الفصائل ليست هي من قطعت المياه عن العاصمة، حيث يقوم اتفاق وقف إطلاق النار على تحييد المياه عن العمليات العسكرية الجارية في المنطقة، وضمان دخول ورشات الإصلاح وعدم التعرض لها». وجاء في الاتفاق: «يعفى المنشقون والمتخلفون عن الخدمة العسكرية لمدة 6 أشهر، تسليم السلاح المتوسط والثقيل والخفيف، تسوية أوضاع المطلوبين لأية جهة أمنية كانت، عدم وجود أي مسلح غريب في المنطقة من خارج قرى وادي بردى ابتداء من بسيمة إلى سوق وادي بردى». وبالنسبة الى «المسلحين من خارج المنطقة، يتم إرسالهم بسلاحهم الخفيف إلى إدلب مع عائلاتهم». وبالنسبة الى «مقاتلي وادي بردى من يرغب منهم بالخروج من المنطقة يمكن خروجهم إلى إدلب بسلاحهم الخفيف. عدم دخول الجيش إلى المنازل، في المقابل يدخل الجيش إلى قرى وادي بردى، ووضع جواجز عند مدخل كل قرية، عبر الطريق الرئيسية الواصلة بين القرى العشر ويمكن لأبناء قرى وادي بردى من المنشقين أو المتخلفين العودة للخدمة في قراهم بصفة دفاع وطني ويعد هذا بمثابة التحاقهم بخدمة العلم أو الخدمة الاحتياطية. نتمنى عودة الموظفين المطرودين إلى وظائفهم». في المقابل، أفادت صفحة «هيئة الإعلام في وادي بردى» المعارضة أمس بأن وفداً محلياً من أبناء المنطقة «ذهب الى حاجز رأس العامود الذي يتواجد عليه الجنرال الروسي المكلف بحل الوضع في المنطقة ومتابعته وحمّل الجنرال الوفد رسالة مفادها: يُرفعُ العلم السوري فوق منشأة نبع عين الفيجة وتدخل الورشات لإصلاح النبع وبعدها يتم التفاوض تدريجياً وتنفيذ البنود وعلى رأسها إعادة أهالي قريتي إفرة وهريرة لقراهم. وفي المقابل، حمل الوفد الرسالة ونزل بها عند المساء واجتمع مع أهل الحل والربط في قريتي عين الفيجة وبسيمة وقوبلت طلبات الجنرال الروسي بالرفض القطعي». وتابعت «الهيئة» في تقرير: «عاد الوفد وأخبر الجنرال الروسي بردّ الأهالي والثوار وممثلي الهيئات المدنية. حينها استشاط الجنرال الروسي غضباً وأخبر الوفد حرفياً برسالة أخرى أقسى من سابقتها ومفادها: تدخل الورشات لإصلاح نبع الفيجة وتدخل معها كتيبة مشاة من الحرس الجمهوري (في القوات النظامية السورية) بسلاحهم الفردي ومهمة كتيبة المشاة تأمين الحماية للورشات وفي حال رفض أهل الحل والربط هذا الطرح فإن الطيران الروسي صباح سيجعل من قريتي بسيمة وعين الفيجة أرضاً مستوية واحدة». وزادت: «حمل الوفد هذه الرسالة في ساعات الليل وعادوا بها للمعنيين واجتمع ممثلو القرى المعنية وممثلو الهيئات المدنية وممثلو الفصائل العسكرية وشيوخ من أغلب قرى المنطقة واستمر النقاش لساعات وخرجوا برسالة تبلغ للجنرال الروسي مفادها: أن الذين اجتمعوا مساءً لا يأخذون قرار عن منطقة تضم 150 الف نسمة لوحدهم وسيعودون لجميع الممثلين وكبار العائلات وممثلي الفصائل والقرار الأهم هو للثوار المرابطين على الثغور وتم الإجماع على شخصين ممثلين للمنطقة هما الشيخ صافي علم الدين والأستاذ سالم نصر الله بحيث يذهبان لحاجز راس العامود ويبلغان الجنرال الروسي بما تم الاتفاق عليه». ميدانياً، استهدفت رشاشات ثقيلة والمدفعية الثقيلة صباح أمس مرتفعات قرى المنطقة. كما استهدفت قناصة الحرس الجمهوري قرية عين الفيجة مساء أول أمس تزامنت مع إطلاق قذيفتي هاون على القرية ضمن الحملة التي قطعت يومها السابع عشر على التوالي. في جنوب غربي دمشق، قال «المرصد» انه «ارتفع الى نحو 13 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية منذ صباح اليوم (امس) على مناطق في قريتي عين الفيجة وبسيمة بمنطقة الوادي، وسط قصف لقوات النظام على مناطق في وادي بردى وجرودها، كذلك تستمر الاشتباكات بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في عدة محاور بالجبل الشرقي في القلمون، وسط استهداف الفصائل لتمركزات التنظيم في المنطقة بالمدفعية والصواريخ، ومعلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين». وقال «المرصد» أيضاً «أن اربعة أشخاص على الأقل «قتلوا في التفجير بآلية مفخخة الذي استهدفت منطقة في بلدة سعسع قرب نقطة لقوات النظام، بالريف الغربي لدمشق، فيما سقط عدد من الجرحى، ولا يعلم ما إذا كان جميع الذين قضوا هم من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وبثت «فتح الشام» (جبهة النصرة) صوراً للتفجير وتبنت العملية. وبين دمشق ودرعا، قال «المرصد» انه «لا تزال الاشتباكات مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وعناصر من جبهة فتح الشام من جهة أخرى، في محاور بمنطقة اللجاة في الريف الشرقي لدرعا، وسط قصف عنيف ومكثف ومتبادل بين الطرفين، في محاور الاشتباك، بينما استهدفت الفصائل تمركزات ومناطق سيطرة قوات النظام في إزرع وتل محجة كبير وتل محجة صغير قرب اتستراد دمشق - درعا، في محاولة من الفصائل فك الحصار عن محجة والضغط على قوات النظام، يشار إلى أن قرى وبلدات منطقة اللجاة تشهد منذ أيام قليلة تصعيداً للقصف من قبل قوات النظام والطائرات الحربية والمروحية في محاولة منها اقتحام بلدة محجة المحاصرة وذلك عن طريق إتباع سياسة الأرض المحروقة». في الشمال، قال «المرصد» انه «سمع دوي انفجار في مدينة حلب، ناجم عن سقوط قذيفة على منطقة في حي حلب الجديدة، دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين ارتفع إلى 7 على الأقل بينهم مواطنة عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف لقوات النظام بالقذائف الصاروخية على مناطق في قرية أبو طلطل بالريف الشرقي لحلب، وعدد الشهداء مرشح لارتفاع لوجود نحو 15 جريحاً بينهم أطفال بعضهم بحالات خطرة». الهدنة الروسية - التركية وقال «المرصد» في تقرير منفصل ان «الهدنة التركية - الروسية مستمرة في يومها التاسع على التوالي منذ بدء تطبيقها، حيث يستمر سريان وقف إطلاق النار في عدد من المناطق السورية فيما سجل المرصد السوري مزيداً من الخروقات في عدد من المناطق السورية». وأوضح: «استهدفت الطائرات الحربية بالرشاشات الثقيلة أماكن في منطقتي الراشدين وكفرناها بريف حلب الغربي، فيما قصفت طائرات حربية أماكن في منطقتي خان طومان وبلدة العيس بالريف الجنوبي لحلب، في حين سقطت قذائف على مناطق في حي السبيل ومنطقة السريان القديمة بمدينة حلب، ما أسفر عن أضرار مادية، كما استهدفت الطائرات الحربية وقوات النظام بعشرات الضربات الجوية والصاروخية خلال الساعات الفائتة، مناطق في بلدات وقرى تل الضمان وقنيطرات وسرج فارع والسميرية وبنان الحص والواجد والنعمانية والمنطار وكفركار ومناطق أخرى بريف حلب الجنوبي، بينما قصفت قوات النظام مناطق في قرية بابيص بريف حلب الغربي، في حين استهدف الطيران الحربي بالرشاشات الثقيلة بعد منتصف ليل أمس أماكن في بلدة كفر حمرة بريف حلب الشمالي الغربي وبلدة الأورم الكبرى بريف حلب الغربي، وأماكن أخرى في منطقة الإيكاردا جنوب حلب، أيضاً تعرضت أماكن في منطقتي عيدون والدلاك بريف حماة الجنوبي لقصف من قوات النظام، بينما استهدفت الفصائل المقاتلة بعدد من القذائف الصاروخية أماكن في بلدة الربيعة التي تسيطر عليها قوات النظام في الريف الغربي لمدينة حماة، كما قصفت قوات النظام أماكن في قرية لحايا الواقعة بالريف الشمالي لحماة، في حين جددت الطائرات المروحية قصفها بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة مورك بريف حماة الشمالي، فيما قصفت قوات النظام مناطق في قرية أم شرشوح بريف حمص الشمالي، بينما تعرضت أماكن في المزارع الغربية لمدينة تلبيسة ومنطقة الحولة بريف حمص الشمالي لقصف من قبل قوات النظام، كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة مورك بريف حماة الشمالي وقرية عطشان بريف حماة الشمالي الشرقي، ما أسفر عن سقوط جرحى في بلدة مورك». وذكر «المرصد» خروقات أيضاً للهدنة بينها «قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة أبو الضهور ومطارها العسكري في ريف ادلب الشرقي، ما أدى لاستشهاد 4 مواطنين بينهم طفل وسقوط جرحى، فيما قصفت قوات النظام أماكن في قرية سكيك بريف إدلب الجنوبي، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي» إضافة الى تعرض مناطق في غوطة دمشق لغارات. وقال «المرصد» ان هذه هي الهدنة الثالثة في سورية حيث كان الاتفاق الروسي – الأميركي لوقف إطلاق النار جرى تطبيقه في معظم المناطق السورية واستمر منذ الساعة السابعة من مساء ال12 من أيلول (سبتمبر) وحتى السابعة مساء من ال19 من الشهر ذاته، كما سبقتها هدنة ووقف إطلاق نار في ال27 من شباط (فبراير) لينهار الاتفاق في الثلث الأخير من نيسان (أبريل) وتعود الآلة العسكرية لممارسة القتل وتصعيد القصف على معظم المناطق السورية.