«هذه نهاية من يخرج على الهواء وهو جيعان»، إنها ليست شعاراً أو جملة دعائية لأحد أشهر أنواع الأطعمة، لكنها إحدى التعليقات الكوميدية، التي طاولت المذيع التلفزيوني السعودي «حديث الساعة» محمد الذيابي، بسبب زيادة حرف إلى المدينة الألمانية «هامبورغ» التي تحولت بسبب خطأ لفظي غير مقصود إلى همبرغر، إذ ضجت مواقع التواصل الاجتماعية بالتعليق، يقول الذيابي ل«الحياة»: «أشكر كل من تضامن معي بكلمة بسيطة أو دعم، وأشكر كل الإعلاميين الذين انتهزوا فرصة ما حدث لتمرير المقطع وتداوله عني». لكنها ليست كل القصة، يرويها قائلاً: «لم يكن الخطأ مفاجئاً لي، لقد تنبهت لذلك وأنا على الهواء مباشرة، لكن ضيق الوقت ودخولي الأستوديو في وضع ذهني ونفسي مجهد فقد كنت مرهقاً، لذلك تجاهلت الخطأ وجعلته يسير، لم أكن أستطيع أن أعتذر وأنا (مكشر)، ولو لاحظتم وجهي على الشاشة سترون ذلك، لكن ما أحزنني هو أمور عدة من ضمنها التجريح في أمور يجهلها الجمهور، فبعضهم قال ساخراً: (إنه لم يتعش!)، أنا مع النقد المهني، انتقدوني لصوتي، لغتي، أدائي، من دون أن يتخطى الأمر حدود أسرتي أو التجريح بشخصي، نعم لقد أخطأت في النطق، لكنني قارئ منذ 16 عاماً وأعرف جيداً عن هامبورغ المدينة السياحية في ألمانيا، وكان من المفترض أن أظهر على الهواء كامل الذهن والنفسية، وهذا هو الأصل لكنني بشر وإنسان، وأنا في النهاية بشر تجرحني الكلمة، لذا لن أكابر وأقول لا يهمني، بل إنهم أثروا في نفسيتي، لكن لن أرد الإساءة بالإساءة بل أقول لهم شكراً». وعلى رغم أن البعض يدفع مبالغ كبيرة للحصول على شهرة كبيرة إلا أنه يقول: «تمنيت لو أنني لم أكن في هذا الموقف، ولم أتعرض للهجوم، عزائي في مواقع التواصل الاجتماعي من المحبين، الذين وقفوا إلى جانبي، أنا لم أدخل حسابي في تويتر منذ أشهر، ودخلت فقط لشكر وزير الإعلام وتفهمه لما حدث، أنا أقرأ من يشتمني ومن يدافع عني». وأضاف: «تلقيت أول خبر بعد النشرة بساعتين من الزميلة الإعلامية وفاء شمة، وقالت فيه: (وردني عبر الواتساب تعليقات آمل بألا تؤثر فيك)، وعبّرت فيه عن الأمر بطريقة راقيه بأسلوبها، إلا أن بعض الزملاء بعثوا لي الخبر كشامتين، ويصفوني من خلاله ب(مذيع الهمبرغر)»، وقال: «ما حدث من انتشار للمقطع خلال ثوانٍ، يدل على انتشار التلفزيون السعودي بخلاف ما يقال بأنه غير مشاهد»، وعلق قائلاً: «لا يوجد قناة في العالم غير مشاهدة، لكن بنسب متفاوتة». وحول أن خطأ لفظياً تسبب في شهرة كبيرة لاسمه على رغم عمله في هذا المجال لنحو 16 عاماً، قال: «لا أعتبر ما حدث شهرة لي، فهي لا تهمني ولا أبحث عنها، كما لا أكرهها، لكنني في النهاية موظف أؤدي عملي خدمةً للوطن»، وفيما إذا كان يطالب الناس بإيقاف وصفه بمذيع الهمبرغر قال: «انتقدوني مهنياً كمذيع، لكن لا تجرحوا في شخصيتي وأسرتي». وعن تعليق وزير الإعلام عواد العواد، قال: «لم يتم الاتصال، لكنه صرح وكان متفهماً للأمر مشكوراً». فيما هاجم التلفزيون السعودي ووصفه ب«البيئة الطاردة»، أما عن السبب الذي يدعوه للاستمرار في بيئة كما وصفها، أجاب: «أنا موظف حكومي ولقمة عيشي في هذا الجهاز»، مضيفاً: «هذا هو الواقع، لا نستطيع الهروب منه والطريقة الصحيحة هي الاعتراف بواقعنا أياً كان». وفيما إن كان ينوي الانتقال لبرنامج اجتماعي مستقبلاً، أشار إلى أنه «يرفض تقديم البرامج في الإذاعة أو التلفزيون السعودي ويكتفي بتقديم نشرات الأخبار». وحول إن كان الخطأ اللفظي الذي قاله سيكون سبباً في ظهوره كوجه دعائي لأحد المحال التي تبيع «الهمبرغر» مستقبلاً، قال: «سأرفض ذلك مهما قدم لي من مبالغ، أنا مذيع صاحب رسالة فقط». أما كيف سينظر لنفسه بعد خمسة سنوات من الآن وبعد حادثة الهمبرغر، قال: «إن كان هناك أمر إيجابي قدمه لي الهمبرغر فهو محبة الناس التي تضامنت معي من دون سابقة، وأنا لست مشهوراً، وجميعاً نريد أن نشتهر لكن ليس على حساب جرح المشاعر».