اندهشت كثيراً لاطلاعي على أنواع الإساءة والتي تحدثنا عنها في مقالتي عن الإساءة الجسدية، ولم يلفت نظري أي نوع بقدر ما كان مع الإساءة اللفظية تلك الإساءة التي نمارسها أحياناً وبشكل روتيني وقد تمارس علينا دون ادراك منا كمسيئين أو كمساء لنا، ان ما نقوم به هو خطأ فادح ينغرس في النفس فيترك جرحا عميقاً لكنه جرح لا ينزف ولا نضطر لاصطحاب صاحبه إلى المشفى. إنها الإساءة اللفظية التي لا يدرك فاعلها الأثر الذي قد يحدث نتيجة عبارة هنا أو هناك لكن ما الإساءة اللفظية ؟ العبارات التالية هي عبارات لفظية من ضحية الإساءة اللفظية والتي تحدد بوضوح تجربتهم مع هذا النوع من الإساءة: يصرخ علي، يناديني يا غبية، يتحدث معي كأنني طفلة، يهزأ من مظهري الخارجي ، يهددني بأخذ الأولاد مني وللأبد، يقول عني أنني غبية، قبيحة وعبيطة، يحرجني أمام الآخرين، يشتمني، يقول أن لا أحد آخر يرغب بي، دائما يحبطني، يهددني بالقتل، يقلل دائما من أهمية الأعمال أو الأشياء التي أنجزها ، يقول انني أم غير صالحة، يتحدث عني بسوء أمام أطفالي، يصرخ دائماً على الأطفال. لكن هناك أيضا بعض السلوكيات التي تعتبر جزءا من الإساءة اللفظية مثل: التكتم: كانت هناك علاقة بين اثنين , فلابد من تبادل المعلومات ولكن عندما يختار أحد الشريكين (اختيارا طوعيا) أن يكتم أفكاره ومشاعره وآراءه وآماله وأحلامه ويقصيها عن شريكه ويصبح صامتا وغريبا إزاء الآخر وقد يستمر بهذا السلوك لمدة اشهر. النكات: يطلق الشريك بعض النكات التي تسخر من طبيعة الأنثى وقدراتها العقلية أو إدراكها بصفة عامة أن هذا النوع من الإساءة يخترق الآخر بطريقة سريعة فيجرحه ويلامس اضعف وارق نقطة فيه فيترك المسيء سعيدا ومنتصرا. الاستخفاف: الاستخفاف كل ما تقوم به أو تعبر عنه ويترك المساء له محبطا ومكتئبا لكنه لا يعلم لماذا. الحكم والنقد: ان هذا النوع من الإساءة اللفظية يحمل نبرة فيها الكثير من الحكم الخاطئ والنقد فمثلا هناك عبارة مثل (أن مشكلتك هي.....) (أنت لا ترضين أبدا......) (أنت حساسة اكثر من اللزوم...........) (أنت لا تعرفين عن ماذا تتحدثين.........). الانغلاق وهذه تشمل التحكم في العلاقة والاتصال مع الشخص المساء له فالمسيء قد يرفض التحدث , أو مناقشة أو حتى متى يجب إنهاء المحادثة وأمثلة عن الانغلاق تكون مثل: (تعتقدين أنك تعرفين كل شيء) (كل ما تقولينه هراء) (انتهى الموضوع) (من سألك رأيك)(من أين أحضرت فكرة غبية كهذه). لكن هناك الكثير من التصرفات والأقوال التي تحسب إساءة لفظية مثل الشتم والتهديد والتقليل من الآخر وإعطاء الأوامر. ان مثل هذه السلوكيات اللفظية تعيق العلاقة الصحية والطبيعية مع الآخر وتعكس قلة الاحترام لأفكار الأفراد ومشاعرهم وأفكارهم. أن العلاقة والمحادثة المتوازنة والصحية التي تحدث بين شخصين لابد أن تعكس حق كل شريك في احترام أفكاره ومشاعره ومعتقداته. لكن عزيزتي الأم، أن الموضوع لا يتعلق بنا كزوجات فقط بل قد يشملنا كمسيئات للأزواج أو لأطفالنا في المنزل أو طالباتنا في المدارس.