ترفع المدارس درجة الرقابة إلى الدرجة القصوى خلال أيام الاختبارات. ولا تقتصر الرقابة على منع حالات الغش، التي قد تقدم عليها بعض الطالبات، إذ تتعداها إلى محاولة «الحد من بعض السلوكيات المرفوضة». وتكثر خلال أيام الاختبارات مظاهر الاستعراض بالألوان والأزياء. والألوان هي إحدى الظواهر التي تبرز في أيام الاختبارات، إذ تتفق كل مجموعة من الطالبات على لبس لون موحد. وتقول نور عبد العزيز: «من المتعارف عليه؛ أن الطالبات في المدارس، يقسمن إلى شلل ومجموعات. وفي أيام الاختبارات يتم التعرف على المجموعات من خلال الألوان، فنتفق على ارتداء لون معين فوق الزي المدرسي، سواءً كان جاكت بلون معين، أو حلق الأذن، أو الأساور، وحتى الجورب والحذاء». وعن ردود الفعل من قبل إدارة المدرسة على هذا التصرف، قالت: «يعتبرون ذلك مخالفة، إلا أن شعورنا بالملل من اللون الواحد، وقصر المدة التي نقضيها في المدرسة، تجعلنا نلجأ إلى ذلك، فالمدرسة تفرض علينا ألواناً معينة، وهي غامقة، من الأسود الرمادي». وتشير زهراء العباس، إلى ان اللون الأحمر «يثير استياء إدارة المدرسة، فمن الممكن أن يغض الطرف عن أي لون آخر. أما في حال ارتداء الطالبة زياً بلون أحمر، فقد تلجأ إدارة المدرسة إلى اتخاذ إجراء فوري ضدها، ولا يكتفون بالكلام، إذ يصل الإجراء إلى أخذ تعهد بعدم تكرار الأمر». وفيما تكاد قصات الشعر تختفي في أيام الدراسة الأخرى، فأنها تبدو بارزة للعيان في أيام الاختبارات. وتقول غدير العبدالله: «بعض قصات الشعر التي تظهر في هذه الأيام، تثير استغراب المعلمات، حتى أنهن يصفنها ب «تسريحات النوم»، لأن الطالبة تبدو بمن استيقظت للتو وجاءت إلى المدرسة، من دون أن تمشط شعرها»، مضيفة «تلزم إدارة المدرسة الطالبات اللاتي يأتين بهذه التسريحات بربط الشعر، وترتيبه»، مضيفة «تتفق بعض الطالبات على قصات شعر، ولون أطواق، حتى تتعرف الطالبات على أن زميلتهن تتبع إلى الشلة الفلانية». وتتخذ الشلل مسميات مختلفة، تطلقها المعلمات غالباً، مثل «شلة الأنس» و»شلة الفلة». وقد تطلق الطالبات رموزاً على الشلة التي تضمهن، وذلك من طريق جمع الأحرف الأولى من أسمائهن، ولهن حرية الاختيار في جعلها عربية أو إنكليزية، ومن ضمن مهام الشلة، مثل «الفزعة» في حال تعرض أي واحدة منا إلى إساءة من قبل أي طالبة أخرى. بدورها، قالت الإدارية في إحدى المدارس الثانوية سلوى آل سيف: «نرى استعراضات في أيام الاختبارات، من ألوان الملبس، إلى قصات الشعر، ونتحدث مع الطالبات حول ذلك»، محملة أسرهن المسؤولية، «فحين نتخذ إجراءً في حق الطالبة، فان أسرتها لا تقبل بذلك، وتحضر والدتها للمجادلة، وكأن ابنتها لم ترتكب خطأً لا بد أن تُحاسب عليه»، لافتة إلى أن أكثر ما يلاحظ خلال هذه الأيام «رمي الكتب وأوراق المراجعة، إضافة إلى أوراق الأسئلة، بعد الانتهاء من الاختبار، فتتحول المدرسة إلى أكوام من الكتب والأوراق». ولفتت آل سيف، إلى أن الأمر «لا يقتصر على الألوان وتسريحات الشعر فقط، فهناك الأزياء المدرسية المخالفة، على رغم التشديد في توحيده»، مضيفة أن «بعض المدارس تطبق نظاماً صارماً، بداية كل عام، وهو توقيع الطالبة على تعهد تلتزم فيه بالزي الرسمي للمدرسة. أما أغرب ما وجهته آل سيف فكان «إحضار بطانيات، وليتها تكون صغيرة الحجم، بل كبيرة، حتى أنها تكفي لثلاث طالبات، للالتحاف بها، في مخالفة سلوكية صريحة، إضافة إلى حمل الموبايل بكثرة». وعن حملات التفتيش المفاجئة، قالت: «هناك إخباريات تصل الإدارة عن وجود موبايل، لدى طالبات، فنشرع في تفتيش الجميع، وبالفعل نجد أكثر من جهاز، وفي بعض الأحيان، تشك المعلمة في وجود موبايل لدى إحداهن، فنبدأ في التفتيش. وحالات أخرى؛ تقوم بكشف نفسها، من خلال صدور رنين من الموبايل، فنكتشفه. أما عن الحملات المفاجئة، فلا نجريها إلا قليلاً».