أكد قادة ميدانيون في الموصل أن قواتهم أصبحت على مقربة من ضفة نهر دجلة وتتقدم ببطء للقضاء على آخر جيوب «داعش»، داخل نطاق ضيق في الشطر الغربي من المدينة. وأصبح جهاز مكافحة الإرهاب على بعد بضع مئات من الأمتار عن الضفة، من جهة حي الميدان عند كنيسة الطاهرة. وأفادت مصادر أمنية بأن التنظيم شن خلال الأيام الماضية عشرات الهجمات الانتحارية نفذتها نساء على قوات الجهاز، في حين تقاتل الشرطة الاتحادية المعززة بفرق خاصة من القناصة من الجهة الجنوبية في شوارع النجفي وغازي، مقابل تقدم الجيش من المحور الشمالي عند محلتي الشهوان ودكة بركة. ويقدر طول المسافة الباقية للوصول إلى ضفة دجلة النهر بنحو ال200 متر. وأفاد الفريق رائد جودت، قائد الشرطة الاتحادية، بأن قواته «سيطرت على عدد من الأهداف المهمة في محيط منطقة النجفي وتحكم قبضتها على حركة العدو من خلال نشر القناصين وتكثيف الطيران المسير، وتم قتل 15 داعشياً وتدمير 3 مواضع للقناصين وتفكيك 46 عبوة ناسفة و4 أحزمة، والاستيلاء على مستودع فيه 18 صاروخاً مضاداً للدروع وأجهزة اتصال وتجهيزات قتالية»، وأعلن «إجلاء 45 عائلة محاصرة قدمت إليهم الإسعافات الطبية». وأكد «السيطرة على مركز كبير لتدريب الإرهابيين يعرف بمعسكر أبو مسعود في البوسيف ومساحته 1500 متر بعمق 10م تحت الأرض». وأعلنت خلية الإعلام الحربي، في بيان أمس أن «قوة من الفرقة 16 من الجيش تمكنت من تحرير فتاة إيزيدية وقتل 3 من عناصر داعش حاولوا قتلها عندما هربت باتجاه القطعات الأمنية في منطقة الشهوان، شمال الموصل القديمة»، وأشارت إلى «قتل 17 انتحارياً في المواجهات الدائرة هناك». ونفت قيادة العمليات المشتركة أنباء تناقلتها وسائل الإعلام عن قرب «إعلان النصر»، أوضحت أن «قطعاتنا البطلة مستمرة في التقدم حتى تحرير ما تبقى من أجزاء الموصل القديمة وسيتم إعلان التحرير الكامل من جانب السيد القائد العام للقوات المسلحة». وأضافت أن «قطعات عسكرية تطوق قرية الإمام، جنوب ناحية القيارة (60 كلم جنوب الموصل) وتعالج عناصر داعش الإرهابية التي تمكنت من وضع موطء قدم فيها، بعد تسللها من جهة الشرقاط، شمال محافظة صلاح الدين، عبر نهر دجلة». وكانت مصادر محلية ذكرت مساء الأربعاء أن «ثلاثة من عناصر الحشد العشائري قتلوا وأصيب 14 في هجوم شنه عناصر داعش بينهم انتحاريون على القرية». على صعيد الوضع الإنساني، أعرب الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك خلال مؤتمر صحافي في مقر المنظمة في نيويورك عن «القلق من استخدام داعش 10 إلى 20 ألف مدني دروعاً بشرية في الموصل القديمة، ولا تستطيع منظمات الإغاثة الوصول إلى المنطقة، وقد تجاوزت أزمة المدينة أسوأ السيناريوات التي توقعها العاملون في المجال الإنساني»، مشيراً إلى أن «عدد النازحين منذ انطلاق العمليات في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تجاوز 916 ألف شخص». و حذرت المنسقة الإنسانية للمنظمة الدولية في العراق ليز غراندي «من خطر كبير يواجه 20 ألف مدني عالق في جيوب داعش وهم في حالة يرثى لها محرومون من الطعام، ويواجهون الموت جراء القصف المتبادل أو استهداف مباشر من عناصر التنظيم في حال محاولتهم المغادرة»، وأضافت: «لقد تخطينا عتبة السيناريو الأسوأ منذ أكثر من شهر، إذ كنا نتوقع نزوح 750 ألف شخص». وتابعت أن تقييماً مبدئياً أظهر أن عملية إحلال الاستقرار التي تتضمن إصلاح شبكات البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والكهرباء وإعادة فتح المدارس والمستشفيات، ستكلف أكثر من ضعفي التقديرات الأولية. وأوضحت أن الأضرار أكبر بكثير مما كان متوقعاً وأسوأ كثيراً في النصف الغربي من المدينة عن الشرق الذي تمت استعادته قبل ستة أشهر. وزادت إن إحلال الاستقرار شرق المدينة قد يتم خلال شهرين، لكن الأمر سيستغرق أكثر من عام في الغرب وستكلف عملية إعادة البناء في الأجل الطويل بلايين الدولارات. ومنذ سيطرته على مساحات واسعة من الأراضي في شمال وغرب العراق في 2014 وإعلانه دولة «الخلافة» في تلك المناطق وأجزاء من سورية، خسر»داعش» معظم تلك المناطق. وكانت الموصل أكبر مدينة على الإطلاق تقع تحت سيطرته. وقالت غراندي إن «كل أحياء المدينة تعرضت لأضرار خفيفة أو متوسطة أثناء الهجوم، لكن ستة أحياء دمرت بالكامل تقريبا وسيستغرق الأمر سنوات حتى تعود إلى الحياة الطبيعية». وأضافت: «بالنسبة إلى الأسر التي جاءت من أحياء تعرضت لأضرار متوسطة، أتوقع أن يحاول بعضها العودة وسيبذل أفرادها قصارى جهدهم في إعادة البناء».