تتقدم القوات العراقية من ثلاثة محاور في اتجاه ما تبقى من جيوب «داعش» الذي يقدر عديده ب 300 عنصر يتحصنون في نطاق ضيق شرق الموصل القديمة في محاذاة نهر دجلة. وسيطر الجيش أمس على «منطقتي الخاتونية والطوالب في المحور الشمالي»، على ما أفاد بيان لقيادة المعركة التي أوضحت أن «قوات الشرطة الاتحادية خاضت معارك شرسة في المحور الجنوبي وتواصل تقدمها في آخر مربع في منطقة الأسواق الشعبية، مستفيدة من انكسار العدو، بعد أن حررت جامع بلال الحبشي وحديقة المحافظة في باب جديد، ومنطقة باب السراي، والجامع الأبيض في منطقة باب السراي، تم خلالها قتل العشرات من الدواعش». وبثت خلية «الإعلام الحربي» أمس خريطة توضح ست مناطق ما زالت تحت سيطرة التنظيم، وهي الميدان والكوازين والقليعات وباب الشط والشهوان والطواب. وأعلن قائد الشرطة الفريق رائد جودت أن قواته «تستكمل عمليات تطهير المناطق المحررة وتدفع بوحدات خاصة من مغاوير النخبة لاقتحام آخر معقل للتنظيم في منطقة النجيفي»، وزاد: «سيطرنا على المرأب ذي الطوابق وجامع الخزام وساحة النقل، ونندفع باتجاه شارع خالد بن الوليد ومنطقة النجيفي». وتستمر معاناة المدنيين المحاصرين وسط القتال، وأفادت مصادر طبية بأن «العشرات قضوا في المواجهات أو القتل المتعمد من عناصر «داعش» أثناء محاولتهم الفرار صوب مناطق أكثر أمناً»، في وقت أشار مصدر أمني إلى «إقدام انتحارية من التنظيم على تفجير نفسها وسط المدنيين عند سوق الشعارين وسط البلدة القديمة، ما أدى إلى قتل وإصابة عدد منهم». وأوضح أن «المرأة تسللت بين النازحين مدعية أنها مصابة وتحتاج إلى المساعدة»، وذكرت مصادر محلية أن «انتحاريَين من داعش فجرا نفسيمها في جمع من المدنيين الفارين في دكة بركة في المدينة القديمة». وأكدت وزارة الدفاع في بيان «تكليف القيادة العليا للفرقة المدرعة التاسعة مسك وتفتيش أحياء الجانب الأيمن من الموصل بعد إنجاز مهماتها القتالية، لحماية أجنحة القطعات في المدينة القديمة، بحثاً عن المطلوبين والخلايا الإرهابية النائمة، ومنع حدوث خروقات». ويترقب سكان الموصل لحظة الإعلان الرسمي لتحرير مدينتهم حيث تجري تحضيرات لإقامة احتفال مركزي يحضره رئيس الوزراء حيدر العبادي، ودعت أصوات شعبية وسياسية إلى أن يكون اليوم الرابع من تموز (يوليو) موعداً ل «إعلان النصر»، ليتزامن مع تاريخ إلقاء زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي خطبته الشهيرة قبل ثلاثة أعوام في أول ظهور له وهو يصعد منبر الجامع الكبير، الذي فجره التنظيم الشهر الماضي، معلناً إقامة «دولة الخلافة في العراق وبلاد الشام».