إسلام آباد - رويترز - اعلن مسؤولون حكوميون وأمنيون باكستانيون أمس، أن الكولونيل المتقاعد سلطان امير ترار المعروف ب «الكولونيل إمام»، العضو السابق في الاستخبارات الباكستانية والذي ساعد «طالبان» في تسلم السلطة في أفغانستان توفي خلال احتجاز متشددين له، بعد عشرة شهور من خطفه. وخطف الكولونيل ترار مع عميل سابق آخر في الاستخبارات الباكستانية يدعى خالد خواجة والصحافي البريطاني الباكستاني الأصل اسد قريشي أثناء زيارتهم منطقة قبلية باكستانية على الحدود مع أفغانستان في آذار (مارس) 2010. وعثرت في نيسان (أبريل) الماضي على جثة خواجة مصابة بطلقات رصاص في إقليم شمال وزيرستان، الملاذ الرئيسي لمتشددي تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان»، فيما افرج عن الصحافي اسد قريشي في أيلول (سبتمبر) الماضي. وكانت جماعة متشددة مغمورة أعلنت مسؤوليتها عن خطف الأشخاص الثلاثة بحجة تنفيذهم مهمات تجسس. وطالبت لإطلاقهم بالإفراج عن قادة في «طالبان» الأفغانية محتجزين في باكستان. وارتبط إمام وخواجة بعلاقات وثيقة مع «طالبان» وجماعات متشددة أخرى فضلاً عن الإدارة الأميركية. وعمل إمام مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) خلال الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان في نهاية الثمانينات من القرن العشرين، وهو درب عدداً من المجاهدين وزعمائهم بينهم زعيم «طالبان» الأفغانية الملا محمد عمر. على صعيد آخر، أجرى وفدان باكستاني وروسي محادثات تناولت سبل التعامل مع التشدد الإسلامي والانتشار النووي بهدف تجاوز عقود من انعدام الثقة بين البلدين اللذين اختلفا خلال الحرب الباردة، حين تحالفت باكستان مع واشنطن فيما ساند الاتحاد السوفياتي السابق الهند، الخصم اللدود لباكستان. ويقود نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف وفد بلاده للحوار الذي يستمر يومين، ويتوقع أن يتطرق أيضاً إلى الأوضاع في أفغانستان حيث تساور المخاوف كلاً من إسلام آباد وموسكو، في وقت تستعد القوات الأميركية للانسحاب من هذا البلد بدءاً من منتصف السنة الحالية. واحتدم العداء بين البلدين في الثمانينات من القرن العشرين، حين دعمت باكستان المجاهدين الأفغان في قتالهم القوات السوفياتية وكذلك أثناء حكم «طالبان» لأفغانستان بين عامي 1996 و2001. لكن العلاقات تحسنت بين البلدين منذ زيارة الرئيس السابق برويز مشرف لموسكو عام 2003، والتي اعتبرت الأولى لرئيس باكستاني خلال 30 سنة. ويعد تهديد التشدد الإسلامي والتطرف وعمليات التهريب التي تنطلق من منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية بين مصادر القلق الرئيسية لدى روسيا. وتشتبه موسكو في صلة متطرفين إسلاميين في باكستان بمتشددين من شمال القوقاز ومناطق روسية أخرى ذات أغلبية مسلمة. ويقول مسؤولون إن «باكستانوروسيا تستطيعان التعاون في تعقب متشددين من آسيا الوسطى يعيشون في مناطق القبائل الباكستانية على الحدود الأفغانية. ويحتمل أن يتبادل الجانبان أفكاراً حول كيفية تشديد السيطرة على الأسلحة النووية، فيما ترغب باكستان في جذب استثمارات روسية لقطاعات النفط والغاز والصناعات الثقيلة، علماً أن العلاقات الاقتصادية ظلت متقطعة خلال العقود الماضية، وتمثل المشروع المشترك الأبرز في تشييد مصنع كبير للصلب في كراتشي في السبعينات.