اقتربت فكرة مساعدة صغار مزارعي الذرة على تحقيق النجاح، خطوة أخرى نحو الواقع، حين مُنح مواطن أوغندي مُبدع جائزة المسابقة. فبعد إطلاعه على سلسلة من المشاريع الأخرى التي فازت بمسابقات «ربط أرياف أفريقيا» على شبكة الإنترنت، فوجئ الأوغندي جونسون كوماراكي حين علم أن الاختيار وقع على فكرته للفوز بالجائزة الكبرى في مسابقة أفكار «ربط أرياف أفريقيا لعام 2010»، وهي عبارة عن برنامج ترعاه «الرابطة الوطنية لهيئة فيالق السلام» الأميركية. وكانت لجنة محكّمين اختارت كوماراكي ليتلقى مبلغ 12 ألف دولار لتنفيذ مشروع ذرة ريفي صغير في أوغندا، اختير من بين 1200 مشروع متنافس. وقالت مديرة المبادرات الإلكترونية في «الرابطة الوطنية لهيئة فيالق السلام» والمتطوعة السابقة في «فيلق السلام» في مالي مولي ماتسيتش: « يمثل مشروع الذرة الريفي لكوماراكي فكرة نموذجية على مستوى القاعدة لسواه ممن يتطلعون إلى تطوير سبل للمساعدة في النهوض بأرياف أفريقيا». يذكر أن شركة كوماراكي «شبكة تورو للتنمية» (توروديف) هي منظمة غير حكومية تستند الى المجتمع الأهلي وتروج للوصول إلى تكنولوجيات الاتصالات والمعلومات واستخداماتها الاستراتيجية، لتطوير الأقاليم الغربية من أوغندا، إذ لمحصول الذرة «أثراً مضاعفاً» لأنها تشكل مادة غذائية أساسية ومصدر رزق لأسر المزارعين في المجتمعات الريفية. وتتمحور فكرة كوماراكي على زيادة طاقة صغار مزارعي الذرة في الأرياف، كي يزيدوا عائداتهم ووصولهم إلى أسواق المدن، عبر تزويدهم بمرافق تخزين محلية. ويقول كوماراكي أن «توروديف» شجعت عائلات ريفية على اقتناء هواتف خليوية، عبر تحديد هوية مزارعين ذوي نفوذ وتزويدهم بأسعار السوق الراهنة عبر رسائل نصيّة. ويتابع: «إننا نتقدم خطوة إلى الأمام ونناقش مسائل تتعلق بكيفية تقليص خسائر الغلال إلى أدنى حد، وكيفية نقل المحاصيل وسبل خزنها على النحو الأمثل»... الخطوة الأولى تتمثل في الاتفاق مع المزارعين بخصوص موقع خمسة مراكز تخزين يسهل الوصول إليها، تتيح للمشترين المحتملين وصولاً أفضل لغرض نقل الحبوب إلى أسواق المدن. وسيكون في إمكان المزارعين على المدى القصير أن يخزنوا محصولهم بكميات كبيرة، كما نعتزم تحويل مرافق التخزين إلى مراكز تسويق تتوافر فيها معلومات وإمكان الاتصال بشبكة الإنترنت وأماكن تتيح للناس أن يشحنوا بطاريات هواتفهم النقالة على المدى البعيد». ويزيد: «ندرس كيف يمكن للمزارعين أن يؤسسوا مرافق اقتراض ميسّر خاصة بهم، أو ما يعرف ب «بنوك القرى». ويرمي برنامج «ربط أرياف أفريقيا»، الذي تموله بصورة مبدئية مؤسسة «بيل وميليندا غيتس» الأميركية الخيرية، إلى استقطاب أفكار من أناس يقيمون ويعملون في أفريقيا.