خرج وزير الخدمة المدنية محمد بن علي الفايز عن صمته أخيراً، بإصداره بياناً «ماراثونياً» أمس يرد فيه على ما أثير في الصحافة، في أكثر من 3000 كلمة، حول توافر 110 آلاف وظيفة حكومية شاغرة «حبيسة الأدراج» في عدد من الجهات الحكومية. وأكد أن وجود وظائف شاغرة في أجهزة الدولة لا يعني أن شغلها يقتصر على تعيين مستجدين فيها، «لأنها متاحة لترقية موظفي الأجهزة نفسها»، موضحاً أن وزارته «لا تملك صلاحية الإعلان عن أية وظائف شاغرة مما يقع في اختصاصها إلا بطلب من الجهة التي تتبع لها الوظيفة». وكانت «الحياة» نشرت يوم الخميس 13 كانون الثاني (يناير) خبراً عن وجود أكثر من 110 آلاف وظيفة حبيسة الأدراج في بعض الجهات الحكومية، بحسب التقرير السنوي للخدمة المدنية. كما نشرت «الحياة» أمس (الاثنين) تحقيقاً مطولاً عن تلك المعلومات، عززته بإحصاء لعدد خريجي الجامعات السعودية والكليات التقنية. وقال الوزير في بيانه: «ليس من بين القرارات والمراسيم الملكية ما يشير من قريب أو بعيد إلى أن على الوزارة أن توظّف في الأجهزة الحكومية من لا تحتاج إليه». وفي ما بدا أنه رمي بالمسؤولية على جهات حكومية أخرى، أكد الفايز أن الوظائف الحكومية المشغولة بغير المواطنين «لم تشغل بغير السعوديين إلا لعدم وجود من تتوافر لديه متطلبات شغلها من المواطنين مثل بعض التخصصات الطبية»، وفي الوقت ذاته، أشار الوزير الذي يشغل منصبه منذ 12 عاماً ضمنياً إلى وجود تكدس في كثير من التخصصات التي يحمل شهاداتها مئات الآلاف. وكشفت الأرقام التي أوردها الفايز في بيانه، ضخامة أعداد النساء العاطلات عن العمل من حملة الشهادات الجامعية، إذ أشار إلى تقدم 314 ألف خريجة للتنافس على 11552 وظيفة تعليمية، كأحد الأمثلة على ضخامة الكم وقلة النوع. ورداً على وجود 110 آلاف وظيفة قال: «الوظائف الشاغرة في ذلك العام شأنها شأن الوظائف المشغولة متحركة بشكل يومي، نتيجة للترقيات والتعيينات وانتهاء الخدمة، فما قد يكون شاغراً في ذلك التقرير، لا يعني أنه لا يزال شاغراً حتى الآن»، منوهاً إلى أن العدد الذي سجل في التقرير السنوي لا يعني أنه «رصيد ثابت» من الوظائف الشاغرة. في المقابل، أكد رئيس لجنة الإدارة والموارد البشرية في مجلس الشورى الدكتور فهاد الحمد ل«الحياة»، أن اللجنة عندما ناقشت موضوع الوظائف الشاغرة لم تأت بشيء من عندها، بل من التقرير السنوي للوزارة نفسها. وقال: «هذه الوظائف وردت في التقرير السنوي لوزارة الخدمة المدنية، ولم نأت بشيء من عندنّا. ونحن ناقشنا في اللجنة ما ذكر في التقرير». «الخدمة المدنية» ترد على لسان وزيرها: وجود وظائف شاغرة لا يعني تعيين «مستجدين» تعرض عليهم الوظائف لكنهم لايقبلون بها! الفايز يلقي دروساً في الإعلام ويغوص في تفاصيل «صحافية»! عضو «شورى» : لم نخترع الوظائف «الشاغرة»