أعلنت روسيا أنها تجري اتصالات «عبر قنوات ديبلوماسية» مع الإدارة الأميركية، لوضع ترتيبات أول لقاء يجمع الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ الأسبوع المقبل. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله بأن تسود «البراغماتية» اللقاء، وبأن «تحدد آفاق التعاون بين موسكووواشنطن». وأثار اجتماع وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر في موسكو، مع بوتين ولافروف تكهنات عن «وساطة» يجريها بين الكرملين والبيت الأبيض، لكن الرئاسة الروسية نفت الأمر. وكان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض الجنرال هربرت ماكماستر أكد اجتماع ترامب – بوتين في هامبورغ، وإن لم يتحدد بعد جدول أعماله. وأشار إلى أن الرئيس الأميركي «يودّ أن تكون للولايات المتحدة وللغرب بأكمله علاقات بنّاءة أكثر مع روسيا»، مستدركاً أنه «أوضح أيضاً أننا سنفعل ما هو ضروري لمواجهة السلوك المزعزع للاستقرار لروسيا». ولفت الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى أن التنسيق في شأن لقاء بوتين- ترامب «يتعلّق بموعده ومدته وصيغته». وكانت موسكو تأمل بأن يكون اللقاء الأول بين الرئيسين «كاملاً»، لجهة الترتيبات البروتوكولية، ما يتيح مناقشة الملفات العالقة بين البلدين، بدل أن يكون عابراً على هامش قمة دولية. وعلى رغم ذلك، أكد لافروف ارتياح بلاده لعقد اللقاء، لافتاً إلى أنها «تأمل بأن يساهم في توضيح آفاق العلاقات الروسية- الأميركية». وشدد على أن «العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة تحظى بأهمية خاصة في العالم المعاصر، لأن تسوية عدد ضخم من الملفات الدولية مرتبط بها: بدءاً من ضمان الاستقرار الدولي وصولاً إلى تسوية النزاعات الإقليمية». وزاد أنه يعوّل على «تغلّب البراغماتية والتصميم على ضمان المصالح الوطنية، بأساليب واقعية وفاعلة لفتح آفاق للتعاون والتنسيق بين البلدين»، لافتاً إلى أن دولاً كثيرة «تتابع بقلق الفتور في العلاقات الروسية- الأميركية، وتدرك أنها باتت رهينة تنافس داخلي في الولاياتالمتحدة، وهذا الوضع ليس طبيعياً». واعتبر أن الهدف الأهم الآن يكمن في تجاوز «المرحلة غير الطبيعية» في العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أن المكالمات الهاتفية التي جرت بين الرئيسين أظهرت «رغبة متبادلة في تجاوز هذا الوضع والشروع في إبرام اتفاقات في شأن مسائل معينة». وأعرب عن أمله بوقف «مطاردة أشباح» في الولاياتالمتحدة، في إشارة إلى «محاولات لمراجعة نتائج انتخابات الرئاسة». وعلى رغم اللهجة المتفائلة للوزير الروسي، شكّكت أوساط ديبلوماسية في أن يُحدث اللقاء المنتظر «اختراقاً» في العلاقات بين واشنطنوموسكو. واعتبر معلقون أن الضغوط الداخلية التي يتعرّض لها ترامب قد تدفعه إلى التشدد. في المقابل، برزت تكهنات حول «جهود وساطة» يجريها كيسنجر، خصوصاً بعد لقاءين منفصلين مع بوتين ولافروف. وذكّرت وسائل إعلام رسمية روسية بأن كيسنجر (94 سنة) كان التقى ترامب قبل توجهه إلى موسكو، مشيرة إلى احتمال أن يحمل «أفكاراً لتحسين العلاقات وتجاوز ملفات خلافية». لكن الكرملين أوضح أن لقاء بوتين– كيسنجر كان خاصاً وجاء خلال زيارة الأخير موسكو للمشاركة في مؤتمر «قراءات بريماكوف»، المكرّس لذكرى رئيس الوزراء الروسي الراحل يفغيني بريماكوف. وأكد بيسكوف أن الوزير الأميركي السابق «لم يحاول» فتح قناة خلفية بين الكرملين والبيت الأبيض. وشدد كيسنجر على ضرورة أن يسير البلدان نحو «رؤية مشتركة للمستقبل»، اعتبر أن «بلورتها ممكنة من خلال عمل مشترك». وزاد أن لدى موسكووواشنطن «تاريخاً طويلاً وتجربة ضخمة في تجاوز الخلافات، وعليهما أن يستخدما تلك الخبرة الآن»، وتابع: «يتحمّل بلدانا مسؤولية، ولديهما فرصة لتحقيق تقدّم مهم، ليس فقط عبر تحسين علاقاتهما، ولكن من خلال تحسين الوضع في العالم أجمع، بواسطة جهود متضافرة».