حققت مفاوضات آستانة في شأن الأزمة السورية تقدماً بتوافق الأطراف المشاركة على إقامة مركزين لمراقبة مناطق «خفض التوتر»، أولهما أردني- روسي- أميركي، والثاني تركي- روسي. وأوضحت مصادر في آستانة ل «الحياة» أنه تم الاتفاق على أن يتبادل مركزا المراقبة المعلومات، موضحة أن أحد المركزين سيعمل في الأردن والآخر مناصفة بين تركيا وسورية. في غضون ذلك، أعلن المفاوض الروسي ألكسندر لافرنتييف أن روسيا قد تنشر قواتها لضبط حدود مناطق «خفض التوتر» ومراقبتها خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بعد التوصل إلى اتفاق مع تركياوإيران. وقال لافرنتييف للصحافيين عقب سلسلة من الاجتماعات في آستانة، إن موسكووأنقرةوطهران «لم توافق بعد على تفاصيل الخطة» (للمزيد). وتحدثت مصادر مطلعة عن «تفاهم تقريبي» بين الأطراف المشاركة حول خرائط جميع مناطق خفض التوتر في سورية. وقالت مصادر ل «الحياة»، إن «كل التفاصيل المتعلقة بآليات الرقابة على وقف النار ومراقبة الحركة والحواجز تم تنسيقها على رغم بروز خلافات في البداية بين أنقرةوطهران لكن الجانب الروسي سعى إلى تذليلها»، موضحة أن الوثيقة الختامية لمحادثات آستانة قد لا تضم جميع مناطق «خفض التوتر» الأربع. ولفتت المصادر إلى أن طهرانوموسكو «متفقتان على تأجيل البت في حدود إقامة المنطقة الجنوبية وتفاصيلها»، موضحة أن «المنطقة الجنوبية»، وتضم القنيطرة ودرعا والسويداء وفقاً لخطوط التماسّ، ستتم مناقشتها بين روسيا والولايات المتحدة. وأبلغت مصادر في آستانة «الحياة»، أن الأطراف الضامنة اتفقت على تأجيل البت في موضوع «هدنة الجنوب»، في ما بدا تريثاً إلى حين اتضاح الموقف الأميركي و «على أمل التوصل إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن» حول هذه المنطقة بعد اللقاء الأول الذي يجمع الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب يوم الجمعة المقبل خلال قمة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية. وأشار مصدر مطلع إلى أن إيران دعت إلى تأجيل البحث في موضوع «هدنة الجنوب» وتريد طرح رؤية مختلفة عن خطوط التماس الحالية هناك. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصدر مقرب من المفاوضات قوله، إنه «حتى الآن تم التوصل إلى التوافق حول الغوطة الشرقية وحمص، توجد خلافات في شأن الشمال والجنوب وسنقوم بمناقشتها حالياً»، مضيفاً: «لقد تم حل كل الاختلافات حول منطقة الرستن»، في ريف حمص. وأضاف أنه ستتم إقامة المناطق لمدة 6 أشهر مع إمكان التمديد. وأفادت مصادر مطلعة بأن «هدنة الجنوب» على وجه التحديد لن تكون سهلة، مشيرة إلى تقارير تربط «هدنة الجنوب» بإقامة منطقة عازلة، قد تمتد إلى نحو 128 كيلومتراً من مدينة الطبقة في الشمال، حتى بلدة الكرامة في وادي الفرات. وأوضحت أن إيران وحلفاءها يعارضون وقف تمددهم في شرق سورية وجنوبها، خصوصاً أن الهجوم يسير لمصلحتهم. ولفتت المصادر إلى أن الهدنة التي أعلنتها القوات النظامية السورية في الجنوب قبل يوم من انطلاق آستانة والتي تنتهي غداً الخميس، كانت نتيجة تفاهم أميركي- روسي، خلال محادثات سرِّية عُقدت في عمَّان، السبت الماضي. في موازاة ذلك، أكد رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري، أن الموضوع الوحيد المطروح في المفاوضات هو آليات تطبيق مذكرة «خفض التوتر». ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن الجعفري قوله: «لقد بحثنا طوال اليوم مع الوفدين الروسي والإيراني آليات تطبيق مذكرة مناطق خفض التوتر، ولم نتوصل إلى النتائج النهائية لمناقشتنا، لا نزال نتفاوض حول هذا الموضوع الحساس جداً». وقال مصدر مطلع إن جميع المشاركين في الاجتماع وافقوا على فكرة تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية في سورية. وتابع قوله: «البيان (الذي سيتم اعتماده في آستانة اليوم) سيتضمن بند تشكيل لجنة المصالحة الوطنية... ومن المقرر أن يتشكل من ممثلي السلطات السورية والسكان المحليين ذوي النفوذ، والوجهاء، وستناقش هناك المسائل الداخلية، بما في ذلك مسألة الأمن. وسيقتصر على السوريين فقط، من دون وسطاء». وأضاف: «الجميع موافقون على فكرة إنشاء اللجنة. كانت هناك مخاوف من أن هذه العملية ستكون بديلاً من جنيف، لكن هذه المخاوف تبددت». ميدانياً، اخترقت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) سور المدينة القديمة في الرقة بعد غارات ل «التحالف الدولي» أدت إلى فتح ثغرتين فيه، ما يعد تقدماً نوعياً ل «سورية الديموقراطية» في معركتها في الرقة ضد «تنظيم داعش». وفي تغريدات على موقع «تويتر»، قال الموفد الأميركي لدى التحالف الدولي المناهض ل «داعش» بريت ماكغورك، إن دخول المدينة القديمة في الرقة يعد «نقطة تحول في حملة تحرير المدينة».