انطلقت أمس الجولة الخامسة من مفاوضات آستانة وسط توقعات بإنجاز الاتفاق على ترتيبات تثبيت الهدنة وآليات عمل مناطق «خفض التوتر»، باستثناء «المنطقة الجنوبية» التي ينتظر تأجيل البت بشأنها «إلى وقت لاحق». وعكس حضور «خبراء تقنيين» من الأردنوتركيا رغبة في خوض «مناقشات تفصيلية» على رغم تقليص تمثيل المعارضة في الجولة الحالية. وشاركت فصائل المعارضة السورية بوفد ضم 10 أشخاص، غاب عنه رئيس الوفد في المفاوضات السابقة محمد علوش، الذي انتقد في تغريدة نشرها على «تويتر»، من وصفهم ب «أصحاب المزاودات الرخيصة»، مشيراً إلى أنه «إذا ذهبت الفصائل إلى مفاوضات آستانة قالوا عنهم عملاء للروس وباعوا دم الشهداء، وإذا لم يذهبوا وقاطعوها قالوا عملاء للأميركان». كما غاب أسامة أبو زيد الذي لعب دوراً بارزاً في الجولات السابقة. وبات معلوماً أن الوفد المعارض ضم ممثلين عن «الجيش الحر» بينهم العميد أحمد بري و «غرفة عمليات حلب» التي يمثلها ياسر عبد الرحيم، ومدير المكتب السياسي في «لواء الاسلام» سعيد نقرش. وعلى رغم أن الخارجية الكازاخية أعلنت حضور ممثلين عن «الجبهة الجنوبية»، لكن مصادر في آستانة ابلغت «الحياة» أن الأطراف الضامنة اتفقت على تأجيل البت في موضوع اقامة «المنطقة الجنوبية» فيما بدا انه تريث لاتضاح الموقف الاميركي و «على أمل التوصل إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن» في هذه المنطقة بعد اللقاء الاول الذي يجمع الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب يوم الجمعة المقبل خلال قمة العشرين في مدينة هامبورغ الالمانية. ومع «ترحيل» النقاش حول المنطقة الجنوبية برزت معطيات أمس، إلى نجاح روسياوايرانوتركيا في التوصل الى تفاهمات حول المناطق الثلاث الاخرى. وقالت مصادر إن «كل التفاصيل المتعلقة بآليات الرقابة على وقف النار ومراقبة الحركة والحواجز تم تنسيقها برغم بروز خلافات في البداية بين انقرة وطهران لكن الجانب الروسي سعى إلى تذليلها». ولفتت المصادر إلى أن ايرانوروسيا «متفقتان بشأن تأجيل البت في حدود اقامة المنطقة الجنوبية وتفاصيلها». وأشار مصدر مطلع إلى أن إيران دعت لتأجيل البحث في موضوع المنطقة الجنوبية وتريد طرح رؤية مختلفة عن خطوط التماس الحالية هناك. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصدر مقرب من الاجتماع قوله إنه «حتى الآن تم التوصل إلى التوافق حول الغوطة الشرقية وحمص، توجد خلافات بشأن الشمال والجنوب وسنقوم بمناقشتها حالياً»، مضيفاً: «لقد تم حل كل الاختلافات حول منطقة الرستن»، في ريف حمص. وعلى رغم ذلك أعلن رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتييف، أن هدف الجولة الخامسة «التوصل إلى اتفاق كامل بشأن مناطق خفض التصعيد». وأضاف أنه ستتم إقامة المناطق لمدة 6 أشهر مع إمكان التمديد، مؤكداً أنه في حالة النجاح في تحقيق تهدئة مستقرة في مناطق تخفيف التوتر بما فيها الغوطة الشرقية قرب دمشق، يمكن التحدث حول انسحاب الفصائل التابعة لإيران. ولم يطرأ تغير على تمثيل وفود الحكومة السورية وتركياوإيران، بالاضافة الى الاممالمتحدة التي يمثلها المبعوث الدولي الى سورية ستيفان دي ميستورا والولايات المتحدة الاميركية التي يمثلها القائم باعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ستيوارت جونس. لكن الجديد في الجولة الخامسة وجود «خبراء تقنيين» من الاردنوتركيا، ما عكس بحسب مصادر «نقاشا تفصيليا يجري حول آليات عمل مناطق خفض التوتر». وزادت مصادر أن نقاشات تركزت على إقامة مركزين لمراقبة مناطق خفض التوتر أولهما أردني- روسي- أميركي، والثاني تركي- روسي. وأوضحت أنه تم الاتفاق على أن يتبادل مركزا المراقبة المعلومات. وتابعت المصادر أن أحد المركزين سيعمل في الأردن، والآخر مناصفة بين تركيا وسورية. وأوضح مصدر مطلع أنه في حال نجاح الهدنة وثباتها في مناطق خفض التصعيد فإنه من الممكن استبدال قوات الدول الضامنة بالجيش السوري وفصائل المعارضة. وكشفت مصادر قريبة من المفاوضات عن توقعات بالإعلان عن اتفاق لإطلاق سراح المعتقلين. وهو مطلب كانت المعارضة تصر عليه في الجولات السابقة. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن مصدر قوله إن «الوثيقة المتعلقة بإطلاق المعتقلين جاهزة ويجري وضع اللمسات الأخيرة عليها».