حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من أن «استفزازات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن تؤدي لتوسيع أنشطة الإرهابيين»، وقال إن تحركات التحالف «تقتصر على المناطق المتفق عليها في جنوب سورية». وقللت موسكو في الوقت ذاته من أهمية تقرير منظمة حظر السلاح الكيماوي حول هجوم خان شيخون، واعتبرت أنه لا يتضمن أدلة على تورط الحكومة السورية في الحادثة. وقال شويغو أمس، خلال اجتماع لقيادة وزارة الدفاع الروسية إن موسكو «لم تسجل خروقات في تحركات قوات التحالف الدولي» مؤكداً أن عملياته «في الوقت الحالي تنحصر في المنطقة الجنوبية المتفق عليها، ومناطق شرق الفرات». وذكر الوزير الروسي بأن موسكو حذرت في وقت سابق من أن «أي أجسام طائرة يتم رصدها غرب الفرات ستعتبر أهدافا للدفاعات الروسية». وجدد التشديد على أن روسيا قطعت الاتصالات التي سبق لها أن أقامتها مع التحالف تنفيذاً للمذكرة الخاصة بضمان أمن التحليقات في المجال الجوي السوري، بعد حادثة إسقاط مقاتلة سورية في منطقة الرصافة بريف الرقة. وعلى رغم ذلك، اعتبر الوزير الروسي أن «استفزازات التحالف بقيادة واشنطن تؤدي لتوسيع أنشطة التنظيمات الإرهابية في سورية» وشدد على التداعيات السلبية لامتناع واشنطن عن تنسيق خطواتها العسكرية في سورية مع موسكو. ولفت شويغو إلى أن الجيش السوري «يحقق نجاحات عسكرية مهمة جنوب سورية قرب الحدود مع الأردن، وفي محيط مدينة تدمر، وفي ريف حلب الشمالي الشرقي». وقال إن الجيش السوري يتقدم بوتائر سريعة بمحاذاة الحدود السورية الأردنية، فيما يبقى نظام وقف النار صامداً مع استمرار عملية المصالحة. وأوضح شويغو ان «القوات الحكومية نجحت خلال شهر حزيران (يونيو) في بسط سيطرتها على أراض تتجاوز مساحتها 12 ألف كيلومتر مربع، بما في ذلك 69 بلدة»، ولفت إلى ان «هذا التقدم لم يكن ممكناً لولا الإسناد الجوي الروسي للعمليات البرية ضد مواقع الإرهابيين». كما أشار إلى تواصل «عمليات المصالحة»، لافتاً الى ان 228 مجموعة مسلحة وفصيلاً عسكرياً انضمت إلى نظام وقف النار خلال الشهور الماضية، إضافة الى انضمام 329 بلدة سورية إلى الهدنة، ليبلغ العدد الإجمالي للبلدات التي يشملها نظام وقف النار 1864 بلدة. سياسيا، قال شويغو إن المشاركين في الجولة المقبلة من مفاوضات آستانة التي تبدأ الثلثاء سيناقشون تشكيل لجنة سورية للمصالحة الوطنية. وشدد على ان المفاوضات ستركز على خفض مستويات العنف والأنشطة العسكرية على الأراضي السورية. ولفت الى ان روسيا «تنجز حالياً عملها المشترك مع إيران وتركيا لإعداد حزمة وثائق ستحدد حدود مناطق تخفيف التوتر، ونظام الرقابة على وقف النار فيها وضمان الأمن». على صعيد آخر، قلل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أهمية النتائج التي خلص اليها تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية حول الهجوم الكيماوي في بلدة خان شيخون السورية، في نيسان (ابريل) الماضي. وكان التقرير أكد استخدام غاز السارين خلال الهجوم لكن لافروف شدد على أن «المحققين لا يعرفون كيف وصل غاز السارين إلى البلدة». ولفت الى ان المنظمة «ليست واثقة من أن السارين تم إسقاطه من طائرات في قنابل». ما يعني «عدم وجود اثباتات على تورط النظام بعد مرور شهور من المساعي لتأجيج الأجواء».