كان الشعراء في العصور الماضية يفرحون بالمطر، ليكتبوا قصائد شعرية إبداعية تحت زخات البرد وصوت الرعد، كون أجواء الغيم تساعدهم في نثر دررهم الشعرية. منذ العصور القديمة وقصائد المطر تتصدر دواوين الشعراء، التي يدرسها الطلاب في الوقت الحاضر، ما جعل عدداً كبيراً من شعراء الجيل الحالي يكتبون شعراً فيه قبل أعوام عدة، لكن سرعان ما تحولت فرحة المطر لدى أصحاب القصيدة إلى حزن تتحول عنده جمال الأجواء الغائمة في المملكة، وتجدهم من دون شعور يتجهون إلى كتابة قصائد الرثاء في أقارب لهم قضوا في الأودية، أو جرفتهم السيول في مناطق عدة. مأساة الطفلة أصيلة التي فقدت عائلتها في جدة، وجدت تعاطف معظم الشعراء مع وضعها النفسي، والاجتماعي على رغم مضي أكثر من عام على «كارثة جدة»، حتى أن عدداً منهم، هاجم أمانة جدة، واعتبرها المتسبب في وفاة عائلة الطفلة. تفاعل الشعراء مع حوادث المطر في المجتمع، دليل على رسالة الشعر، حتى لو أساء أشخاص عدة للساحة الشعبية وروادها بقصائد التسول، لكن نحتاج لتواجد الشعر الهادف في المناسبات كافة، دون الاقتصار على كتابة المدح في أناس لا يخدمون مجتمعهم. [email protected]