أكد قائد ميداني بسط الجبش سيطرته على أكثر من نصف مساحة آخر معاقل «داعش» في الموصل القديمة، وقتل عدد من قادته، فيما واصلت عناصر التنطيم محاولات التسلل وسط النازحين إلى المناطق المحررة لشن هجمات مباغتة. وكانت قيادة «عمليات قادمون يا نينوى» أعلنت مساء الثلثاء، سيطرتها على أحياء باب البيض ورأس الجادة من الجهة الجنوبية الغربية، والمشاهدة من الجهة الشمالية الغربية، في عمليات قضم قد تستغرق بعض الوقت، وما زالت عناصر التنظيم تتحصن في أجزاء وسط المدينة عند جامع النوري ومنارة الحدباء ، وفي شرقها على امتداد ضفة نهر دجلة. وقال الفريق رائد جودت، قائد الشرطة الاتحادية في بيان إن «قواتنا تهاجم من ثلاثة محاور، من شارع الفاروق باتجاه مناطق باب الطوب والسرجخانة وباب جديد وباب لكش (جنوباً)، وتخوض اشتباكات شرسة مع نحو 300 عنصر إرهابي لإنقاذ 5000 مدني يتخذهم دروعاً بشرية»، لافتاً إلى أن «70 في المئة من المدينة القديمة تحت السيطرة، وقُتل أكثر من ستين إرهابياً بينهم 5 مسؤولين في الجانب الأيمن أبرزهم أبو أحمد الجبوري، وهو وزير ديوان الشرطة العسكرية، وأبو فاطمة الأنصاري، المسؤول العسكري، وهو مغربي الجنسية، وأبو أنس السوري، مسؤول المفارز، وأبو رقية، مسؤول المشاجب». وفي ردها على تسريبات عن قرب إعلان الانتهاء من تحرير الموصل دعت «خلية الإعلام الحربي» التابعة ل «قيادة العمليات المشتركة» وسائل الإعلام «إلى التريث وتوخي الدقة في نقل المعلومات»، وأفادت بأن «نحو خمسين في المئة من مساحة الموصل القديمة فقط محررة»، وأضافت أن «الأحياء غير المحررة هي: الفاروق 2، ومنطقة حضرة السادة والأحمدية، وراس الكور والميدان، وجامع النوري والحدباء والقليعات والإمام ابراهيم، وباب الجديد بما فيها منطقة الساعة، وباب الطوب وسوق النجفي والسوق الصغير والجسر القديم الحديد، فضلاً عن منطقة السرجخانة»، وقدرت «مساحة هذه المناطق مجتمعة بأقل من كيلومتر ونصف الكيلومتر مربع». وتابعت أن «طيران الجيش وجه ضربات أسفرت عن قتل عشرات الدواعش وتدمير 5 دراجات نارية وعجلتين ومعالجة وكر وقتل قناص، ناهيك بغارات طاولت قاطع تلعفر أدت إلى تدمير وكر يجتمع فيه الإرهابيون، ومعمل للتفخيخ وآخر للعبوات الناسفة، ومضافة». يأتي ذلك فيما يواصل التنظيم محاولاته التسلل والالتفاف خلف القوات المهاجمة، وداخل الأحياء المحررة لتخفيف الضغط عن عناصره المحاصرين في المدينة القديمة، وأكدت قيادة معركة «قادمون يا نينوى» في بيان أمس، «إحباط محاولة تسلل خمسة إرهابيين سباحة عبر النهر، من الموصل القديمة باتجاه حيي دوميز وسومر، في الساحل الأيسر وكانوا يحملون معدات وأسلحة وأجهزة في حاوية مطاطية»، وأضافت أن «قواتنا رصدت هذه التحركات وتمت منادات المتسللين عبر مكبرات الصوت لتسليم أنفسهم، لكنهم فتحوا النار باتجاه قطعاتنا، وتم الرد عليهم وقتلتهم جميعاً». وأفادت وزارة الداخلية في بيان بأنه «تم القبض على إرهابي يعمل في ما يسمى ولاية الجزيرة وهو مصاب، وآخر ينتمي إلى كتيبة الاقتحامات، بعد تسللهما من الجانب الأيمن إلى منطقة حي الصديق في الساحل الأيسر». وأعلن الفريق الركن عبدالغني الأسدي، قائد جهاز مكافحة الإرهاب أن «آخر محاولات داعش إنقاذ بعض قادته باءت بالفشل الذريع تماماً، واعتقلنا عدداً من عناصره المحليين ممن حاولوا التسلسل مع النازحين». وأدى مكمن نصبه متسللون من عناصر «داعش» في قرية عين الجحش، غرب الموصل إلى مصرع ثلاثة من قوات «الحشد الشعبي»، وإصابة ثلاثة عشر آخرين أثناء عودتهم من إجازتهم، وأوضحت هيئة الحشد في بيان أن «الاعتداء الإرهابي الغادر نفذه عائدون مع العائلات النازحة»، وحضت «النازحين على «توخي الحذر وعدم التردد في الإبلاغ عن المشتبه بهم»، ودعت «الحكومة والجهات المعنية» إلى «نشر قوات الشرطة المحلية لضبط الأمن في المناطق المحررة وعدم ترك أي ثغرة جديدة للتكفيريين».