شن «داعش» سلسلة هجمات مضادة على الأحياء المحررة في الموصل استمرت طوال ليل أول من أمس، لكنه فشل في استعادة أي جزء منها، فيما قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق عبد الغني الأسدي: «لم يبق إلا الشيء القليل (تحت سيطرة التنظيم) وتحديداً في المدينة القديمة». وأضاف: «من حيث التقييم العسكري داعش انتهى، وفقد روح القتال ونحن نوجه إلى عناصره نداءات كي يستسلموا». ويقدر الجيش العراقي مساحة المنطقة غير المحررة في الموصل بنحو كيلومتر مربع. ويقود جهاز مكافحة الإرهاب المعركة في الأزقة الضيقة المكتظة بالسكان في المدينة القديمة التي تقع على الضفة الغربية لنهر دجلة. ودمر الإرهابيون الأسبوع الماضي جامع النوري التاريخي ومئذنته الحدباء. ومن هذا المسجد الشهير أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي «دولة الخلافة، على أراض في العراق وسورية قبل ثلاثة أعوام. وما زالت أنقاض المسجد تحت سيطرة «داعش». وأكد الجيش أمس سيطرته على حي الفاروق في الشطر الشمالي الغربي من المدينة القديمة المقابل للمسجد. وانتزعت القوات العراقية السيطرة على الشطر الشرقي من الموصل في كانون الثاني (يناير) بعد مئة يوم من القتال وبدأت مهاجمة الشطر الغربي في شباط (فبراير). وهي تقدر عدد مسلحي «داعش» بنحو 350 عنصراً محاصرين في المدينة القديمة وسط المدنيين في منازل متداعية. ويعتمد التنظيم في شكل مكثف على الشراك الخداعية والانتحاريين ونيران القناصة لإبطاء تقدم القوات. وقال الأسدي إن قواته التقت عند شارع الفاروق وهو شارع رئيسي يقطع المدينة القديمة وستبدأ التوغل شرقاً صوب النهر، مضيفاً أن هذه هي المرحلة الأخيرة. ويقول نازحون إن أكثر من 50 ألف مدني، أي نحو نصف سكان المدينة القديمة، محاصرون خلف خطوط «داعش» في ظل نقص الغذاء والمياه والأدوية. وتؤكد منظمات إغاثة أن التنظيم منع كثيرين من المغادرة ويستخدمهم كدروع بشرية. وقتل مئات المدنيين وهم يفرون خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. ونفذ التنظيم هجمات انتحارية متفرقة في الموصل، مستعيناً بخلايا نائمة. وشن موجة من هذه الهجمات في وقت متأخر مساء الأحد في مسعى للسيطرة على حيي التنك واليرموك. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت إن قواته «وسعت دائرة عملياتها وفتحت محاور عدة في باب جديد، اقتربت مسافة 250 متراً من المراكز التجارية في السرجخانة، وسيطرت على المركز الطبي الرئيسي للدواعش في باب البيض واستولت على كميات كبيرة من الأدوية». وأكد «قتل 4 انتحاريين أثناء محاولتهم فجر اليوم (أمس) استهداف قطعاتنا في منطقة السرجخانة، وتمكنت الفرق الهندسية العسكرية من إزالة كل العبوات الناسفة وإعادة فتح شارع نينوى المؤدي إلى الجسر القديم». وأعلن مصدر آخر «سقوط قتلى وجرحى في صفوف الشرطة». ونشرت تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر دخاناً أسود يتصاعد من منازل وسيارات أضرم الإرهابيون النار فيها. وقال شهود إن السكان هربوا من الحيين. وأكد الأسدي أن محاولة السيطرة على الحيين فشلت وأن المسلحين محاصرون في جيب أو اثنين «وجرى فرض حظر تجول غرب الموصل التي سيمثل سقوطها نهاية دولة الخلافة في العراق». وترك البغدادي القتال في الموصل لقادة محليين ويعتقد بأنه يختبئ في المنطقة الحدودية بين العراق وسورية. ولم يرد تأكيد لتقارير روسية خلال الأيام القليلة الماضية بأنه قُتل.