بدأت القوات العراقية أمس اقتحام مواقع «داعش» الأكثر صعوبة في الموصل القديمة، وسط تحضيرات تجرى لإعلان «النصر النهائي»، فيما أكدت قوات «التحالف الدولي» أن التنظيم لن يتمكن من «الصمود طويلاً على رغم صعوبة المعركة»، فقد تحول عناصره إلى مجرد فلول تدافع عن نفسها وليس عن مواقعها. وأكد قادة وخبراء عسكريون أن السيطرة على المربع الأخير أصبحت في متناول اليد بعد وصول القوات إلى قلب المدينة القديمة وتراجع قدرات التنظيم القتالية عدة وعديداً، إلا أن اكتظاظ المنطقة بالمدنيين يشكل عائقاً رئيسياً أمام حسم المعركة. وقال مصدر عسكري أمس، إن «قوات مكافحة الإرهاب بدأت اقتحام محلة السرجخانة في موازاة تقدم الشرطة الاتحادية للسيطرة على محيط جامع النوري والتقدم صوب منطقة الميدان والكورنيش في محاذاة ضفة نهر دجلة». وأعلن قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس، أن «ما تبقى من عناصر داعش يقدر ببضعة عشرات يتحصنون في مساحة لا تتجاوز ال 600 متر مكتظة بالمنازل والأزقة الضيقة». وأضاف أن «أربعة فرق قتالية تحكم قبضتها على منافذ المدينة القديمة بعد تحرير شارع الفاروق والسيطرة على جامع الزيواني». وأوضح أن «القوات تتقدم من ثلاثة محاور وستتمكن من حسم المعركة عندما تصل إلى شارع الكورنيش عند الضفة الغربية لدجلة في غضون أيام قليلة». وأفادت خلية «الإعلام الحربي» بأن «القوات تحاصر نحو 200 داعشي معظمهم أجانب وبينهم ثلاثة وزراء في دولة الخرافة (الخلافة) داخل المستشفى الحكومي في حي الشفاء شمال المدينة القديمة». وأكد الناطق باسم قوات «التحالف الدولي جوزيف سكروكا أن «عدداً قليلاً من مسلحي داعش يمكنه الصمود لبعض الوقت، وهناك نحو مئتي عنصر، لكن القتال ما زال صعباً»، ودعا إلى «ضرورة أن تكون القوات العراقية والتحالف سريعين بما فيه الكفاية لإنقاذ الأهالي من المجاعة» (سي أن أن). واستمرت أمس موجات النزوح، وسط تقارير عن أن العشرات من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، ودعت النائب عن نينوى محاسن حمدون في بيان، السلطات إلى «التدخل الفوري لإنقاذ المدنيين وبعضهم يطالب النجدة، فيما مات آخرون، وتسهيل مهمة فرق الإنقاذ وعدم منعها من الوصول إلى المناطق المنكوبة»، محذرة من أن «قوات الدفاع المدني لا تكفي لسد الكارثة وتعاني قلة الإمكانات وهي تعمل من دون رواتب». وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال زيارته مؤسسات خيرية إن «الدواعش يحاولون إلحاق دمار كبير وارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين في آخر بقعة محاصرين فيها في الموصل». وأضاف: «أننا نسعى لتحرير الإنسان قبل الأرض، ونؤكد أن إعلان النصر بات قريباً جداً». وتوقعت مصادر عسكرية عراقية أن يتطلب إعلان «النصر» قرابة 10 أيام، بسبب تعقيدات المعركة الأخيرة. من جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية أمس، بأن «قوات من الحشد العشائري قتلت ستة إرهابيين في مكمن أثناء محاولتهم التسلل إلى منطقة رجم حديد المحررة (غرب الموصل) لمهاجمة القوات التي تمسك الأرض هناك بعد انسحاب الجيش منها». وقال المحلل الأمني هشام الهاشمي إن «هناك أربع مناطق في المدينة القديمة من أصل 37 منطقة يدافع عنها داعش بشراسة، وتم تحرير18 منها، ولدينا و15 منطقة تعد محررة عسكرياً فليس فيها قوة داعشية يحسب لها»، وأوضح أن «قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية على تماس من جهة الجنوب الغربي لمركز المدينة، والقيادتين المشتركة العراقية والتحالف الدولي متفقان على أمرين: الأول نهاية داعش في هذه المناطق الأربع، والثاني فقدان التنظيم قدرته على التحكم والتواصل مع عناصره». وأوضح أن «النتيجة النهائية هي هزيمة داعش، وليست هناك حاجة إلى التريث في إعلان النصر لأن من بقي من إرهابيين مجرد فلول مختبئة خطورتها مسيطر عليها، والمطلوب استغلال الوقت في اتخاذ الإجراءات الضرورية لإعلان النصر الذي من شأنه أن يشل ما بقي من معنويات قادة داعش».