جدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إصرار بلاده على القضاء على الإرهاب وتحرير كل الأراضي من سيطرة «داعش». وتمكنت قوات الشرطة الاتحادية من تحرير مسجد والتوجه إلى إعادة السيطرة على كنيسة، وأنقذت عشرات المدنيين المحتجزين في منازل مفخخة في منطقة باب البيض في الجانب الأيمن للموصل. إلى ذلك، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما فيكتور أوزيروف قوله، إن احتمال قتل زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي يكاد يكون مؤكداً بنسبة 100 في المئة. وأوضح أن وزارة الدفاع «ما كانت لتعلن ذلك لو كانت تعتقد كشف عدم صحتها لاحقاً». لكن الناطق باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون قال: «ليس لدينا دليل ملموس على ان البغدادي حي او ميت». وقال العبادي في بيان إنه «اطلع خلال زيارة قيادة العمليات المشتركة واجتماعه بالقادة على تطور معركة تحرير الجانب الأيمن للموصل بالكامل، في إطار عمليات قادمون يا نينوى»، وأضاف أنه «جدد توجيهاته بأهمية الحفاظ على المقاتلين الأبطال والمواطنين والإصرار على القضاء على الإرهاب وتحرير كل أراضي العراق». وكان العبادى أكد خلال مؤتمر صحافي أول من أمس، أن إعلان تحرير الموصل في شكل كامل سيكون خلال أيام قليلة، لافتاً إلى أن الحكومة تعتزم التحرك لإعادة إعمار المواقع الأثرية فيها. ميدانياً، أعلن الفريق رائد جودت، قائد الشرطة الاتحادية في بيان أمس، أن قواته «حررت جامع الحامدين في باب البيض وتقدمت للسيطرة على كنيسة شمعون، ودفعت بتعزيزات من مغاوير النخبة للسيطرة على المنطقة بالكامل». وأضاف أن «قواتنا في المحور الجنوبي تخوض اشتباكات شرسة مع الجماعات الإرهابية في مناطق باب البيض وباب جديد وباب الطوب قبل الوصول إلى أهدافها الحيوية في منطقة السرجخانة، كما اندفعت وحدات إلى مسافة 100 متر من جنوبالمدينة القديمة باتجاه جامع الزيواني، وتم قتل 8 من عناصر داعش بينهم 5 قناصين و3 انتحاريين يستقلون دراجات». من جهة أخرى، قال قائد القوات الخاصة الفرنسية إن وحداته تشارك في شكل مباشر في حرب الشوارع الدائرة في الموصل القديمة. ونفى أن تكون تستهدف الإرهابيين المولودين في فرنسا ويقاتلون في صفوف «داعش». وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الشهر الماضي بأن مواطنين فرنسيين قُتلوا بالمدفعية العراقية وعلى يد قوات برية باستخدام إحداثيات المواقع ومعلومات أخرى تقدمها القوات الخاصة الفرنسية خلال المعركة. ويقاتل نحو 700 مواطن فرنسي في صفوف التنظيم في سورية والعراق. وقال مسؤولون فرنسيون في السابق إن الأولوية على الأرض هي التأكد من عدم عودتهم. وأكد لوران إيسنار الذي يتولى قيادة القوات الخاصة، في حديث نادر: «لا نشن بعمليات استهداف محددة. هذا أمر غير مجد». وأضاف: «نواجه مسلحين. نحن نعمل في شوارع ضيقة وأحياء ونهاجم المدينة. نحن على خط الجبهة ونتعامل مع الذين نصادفهم. كيف يفترض أن تعرف من يقف أمامك؟ هم لا يقفون مكشوفين ومعهم سيرتهم الذاتية». وكانت فرنسا أول دولة تشارك في الغارات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق. وتشن عمليات جوية على «داعش» من قواعدها في الأردن والإمارات. ولديها أيضاً عشرات من القوات الخاصة يعملون في المنطقة وتزود الأكراد أسلحة. وقال إيسنار: «الهدف هو استعادة الشوارع والأحياء». وأضاف أن قواته «تتبادل معلومات مع العراقيين لتقييم كيف ينظم العدو صفوفه». إلى ذلك، أفاد النقيب جبار حسن، من الشرطة الاتحادية، بأن «عملية إنقاذ مدنيين تمّت بناء على معلومات استخبارية تفيد بوجودهم في خمسة منازل مفخخة في باب البيض في المدينة القديمة». وأوضح أن «قوات خاصة اقتحمت الشارع الذي توجد فيه المنازل المفخخة وسط قتال عنيف مع عناصر داعش، وتمكّنت من إنقاذ المحاصرين بعد أن استخدمهم التنظيم كدروع بشرية». ولفت إلى أن «نقل المحاصرين إلى منطقة آمنة». وأعلنت وزارة الدفاع أمس «تنفيذ طيران الجيش 6500 طلعة جوية منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى، أسفرت عن تدمير البنى التحتية لإرهابيي داعش». وفي بلدة حمام العليل، جنوب الموصل، قال مسؤول محلي إن «القيادات الأمنية المحلية كانت تنوي ترحيل أكثر من 100 عائلة ينتمي أفراد منها إلى داعش على خلفية اغتيال مدنيين بينهم مختار قرية قبر العبد»، مشيراً إلى أن «تدخل رئيس لجنة النازحين اللواء باسم الطائي حال دون ذلك، وتم الاكتفاء بأخذ تعهدات خطية منهم في الوقت الحاضر بعدم التعاون مع الإرهاب».