في زيارته الأولى لشبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا التي ضمتها روسيا إلى أراضيها في آذار (مارس) الماضي، بالتزامن مع إحياء الذكرى ال69 للانتصار على النازيين بعرض عسكري تقليدي في الساحة الحمراء بموسكو، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا «باتت أقوى بالقرم وشعبها الذي قرر الوقوف جنباً إلى جنب معها، والإخلاص للحقيقة التاريخية وذاكرة أجدادنا. ومعاً سنتغلب على كل الصعاب». واحتجت كييف على زيارة بوتين للقرم «المحتلة»، مؤكدة أن «انتهاكه الفاضح لسيادة أوكرانيا يشكل استفزازاً يؤكد مجدداً عدم سعي روسيا إلى حلول ديبلوماسية للأزمة». ووصف الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن من تالين عاصمة أستونيا الزيارة بأنها «غير لائقة»، مكرراً عدم تلقيه تأكيداً ملموساً لانسحاب قوات روسية من حدود أوكرانيا. أما واشنطن، فاعتبرت أن النتيجة الوحيدة للزيارة ستكون «تصعيد التوتر» الذي ظهر ميدانياً بمقتل 20 انفصالياً على الأقل في مواجهات مع القوات النظامية في ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا (للمزيد). وعشية استفتاء «الاستقلال» شرق أوكرانيا، أعلن بافلو غوباريف، حاكم «جمهورية دونيتسك» الانفصالية من مدينة سلافيانسك (شرق)، أن إيغور ستريلكوف الذي يقود الميليشيا الموالية لروسيا في المدينة وتصفه أجهزة الأمن الأوكرانية بأنه كولونيل في الاستخبارات العسكرية الروسية، قد يصبح «قائد كل قوات الدفاع الذاتي». وشارك ستريلكوف (43 سنة) الذي نفى أن يكون كولونيلاً روسياً، في اعتقال مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لمدة أسبوع قبل إطلاقهم. وكان أبلغ صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الشعبية الروسية أنه لا ينوي التوقف في دونيتسك، ويريد تحرير أوكرانيا كلها من «الفاشيين»، واصفاً أوكرانيا بأنها «دولة فاشلة لن تشن المجموعة الدولية حرباً عالمية ثالثة بسببها». وبعدما استعرض على متن زورق أبيض عشرات سفن الأسطول الروسي في البحر الأسود بميناء سيباستوبول بالقرم، إلى جانب وزير الدفاع سيرغي شويغو وفي حضور مئات السكان الذين اكتظ بهم رصيف ميناء سيباستوبول، قال بوتين: «عودة القرم إلى روسيا مطابقة للحقيقة التاريخية، وحقوق الروس بما فيها حق تقرير مصيرهم يجب أن تعامل باحترام». وفي احتفال الساحة الحمراء، أشاد بوتين ب «قوة الوطنية» في روسيا، وقال: «التاسع من أيار (مايو) هو عيد انتصار القوة العظمى للوطنية، حيث نشعر بطريقة خاصة بمعنى أن نكون أوفياء للوطن، وأهمية الدفاع عن مصالحنا». وتابع: «الإرادة الصلبة للشعب السوفياتي وشجاعته وصرامته أنقذت أوروبا من العبودية، ونحن لاحقنا الفاشيين في وكرهم، وصولاً إلى تكبيدهم خسارة كاملة وحاسمة، وكلّفنا ذلك ملايين الضحايا ومصاعب رهيبة». وأضاف: «سنحمي دائماً هذه الحقيقة المقدسة التي لا تمحى، ولن نسمح بخيانة أو طمس سيرة الأبطال الذين هزموا الفاشية من دون أن يهتموا بأنفسهم، بل حافظوا على السلام في هذا العالم». على صعيد آخر، كشف ديبلوماسيون أن سفراء الاتحاد الأوروبي وافقوا مبدئياً على إضافة حوالى 15 شخصاً و5 شركات مقرها القرم إلى لائحة العقوبات التي أعدّها الاتحاد ضد روسيا بسبب أزمة أوكرانيا. وسيقرّ وزراء خارجية الاتحاد العقوبات الإثنين.