أعلن «التحالف الدولي» بقيادة الولاياتالمتحدة عودة التنسيق مع روسيا بعد أربعة أيام من تعليقه احتجاجاً على إسقاط طائرة حربية سورية في 18 حزيران (يونيو) الجاري. وجاء الإعلان عن استئناف التنسيق مع شن وزارة الدفاع الروسية هجوماً صاروخياً «مكثفاً» و «مباغتاً» استهدف تجهيزات ومخازن «تنظيم داعش» في محافظة حماة. وأفاد خبراء عسكريون بأن الضربة تأتي في سياق «تحضيرات لرسم ملامح مناطق خفض التوتر» خلال الجولة الجديدة من المفاوضات في آستانة بداية الشهر المقبل. وتزامن القصف الروسي مع تحذير لواشنطن من تداعيات «التصرفات الأحادية» في سورية والدعوة إلى «الالتزام بما تم التفاهم عليه في آستانة». وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن إطلاق الصواريخ على أهداف «داعش» تم من فرقاطتين حربيتين وغواصة تابعة لها في البحر المتوسط. وقالت الوزارة إنها أبلغت قيادات الجيشين التركي والإسرائيلي «عبر قنوات الاتصال وبمهلة كافية عن عملية إطلاق الصواريخ»، من دون أن تذكر الولاياتالمتحدة. وجاء في بيان صدر عن وزارة الدفاع الروسية، أن السفينتين الحربيتين «أميرال إيسن» و «أميرال غريغوروفيتش» وغواصة «كراسنودار» في شرق المتوسط، أطلقت ستة صواريخ من طراز «كاليبر» على مواقع قيادية ومخازن أسلحة في محافظة حماة. وأضاف البيان: «ساهم عامل المفاجأة بعد الضربة الصاروخية الكبيرة في تدمير نقاط قيادة ومخازن كبيرة للأسلحة والذخائر» التابعة ل «داعش» في منطقة عقيربات في محافظة حماة. وقالت مصادر عسكرية إن «داعش» كان يقوم بنقل عناصره إلى محافظة حماة خلال الليل ويستخدم المباني الكبيرة نقاطاً للقيادة ومخابئ للأسلحة، كجزء من جهوده للخروج من الرقة إلى تدمر في البادية السورية. وفي 31 أيار (مايو)، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن غارات جوية لها من هذا النوع استهدفت مواقع بالقرب من تدمر. ميدانياً، تقدمت القوات النظامية داخل محافظة دير الزور التي تقع في معظمها تحت سيطرة «داعش» بعدما استعادت عشرات الكيلومترات في المنطقة الحدودية مع العراق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية وعناصر من «حركة النجباء العراقية» والمسلحين الموالين من جنسيات لبنانية وإيرانية وأفغانية دخلوا محافظة دير الزور من أقصى الجهة الجنوبيةالشرقية بالقرب من الحدود العراقية، مشيراً إلى توغلهم مسافة ثمانية كيلومترات في المحافظة. وهذا التقدم الاستراتيجي مكن القوات النظامية وحلفاءها من توسيع نطاق سيطرتهم وتواجدهم على الحدود السورية- العراقية. وباتت القوات النظامية تبعد «نحو 12 كيلومتراً عن محطة ضخ (تي تو) على خط النفط الممتد من العراق إلى حمص والساحل السوري»، وفق «المرصد». وتهدف القوات النظامية إلى استعادة محافظة دير الزور وتسعى إلى دخولها من ثلاث جهات هي جنوب محافظة الرقة (المحاذية لدير الزور من الغرب)، والبادية جنوباً، فضلاً عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية الغربية. واشتعلت في الآونة الأخيرة الحملة التي تخوضها القوات النظامية للسيطرة على منطقة البادية التي تربط وسط البلاد بالحدود العراقية والأردنية. وحققت القوات النظامية تقدماً كبيراً أتاح لها في العاشر من حزيران (يونيو) الوصول إلى الحدود مع العراق للمرة الأولى منذ عام 2015. وواصلت القوات النظامية تقدمها لتسيطر، وفق المرصد، «بغطاء جوي روسي على نحو 85 كيلومتراً من الحدود العراقية- السورية» من محافظة حمص (وسط) وصولاً إلى محافظة دير الزور. وتسيطر القوات النظامية حالياً على مناطق واسعة في ريف الرقة الغربي وجنوبها الغربي ويفترض أن تتقدم من هناك أكثر للدخول إلى محافظة دير الزور من الجهة الغربية. ويتزامن تقدم القوات النظامية تجاه دير الزور وريفها مع تقدم مماثل لميليشيات «الحشد الشعبي» العراقي على الجانب العراقي، قبالة معبر القائم الحدودي في مدينة البوكمال جنوب دير الزور. في موازاة ذلك، أكدت «قوات الشهيد أحمد العبدو» التابعة ل «الجيش السوري الحر» استمرار المعارك مع القوات النظامية في منطقة بئر القصب في ناحية الضمير (41 كيلومتراً شمال شرقي دمشق)، نافيةً الأنباء التي تحدثت عن سيطرتهم عليها. وقال عضو المكتب الإعلامي ل «قوات العبدو»، إن «النظام خسر خمس دبابات وعربتي شيلكا، خلال المواجهات».