تنادى عدد من المثقفين التونسيين غداة انتهاء الاضطرابات التي شهدتها تونس ونجم عنها قيام حكومة جديدة وأصدروا بياناً دعوا زملاءهم ورفاقهم الى توقيعه. وجاء في البيان: «إن المثقفين التونسيين المنخرطين في الحركة الشعبية والديموقراطية التي أطاحت بحكم الرئيس زين العابدين بن علي وعبر ثورة الشباب من أجل الحرية والكرامة والعدالة، يكبرون هذه الهبة التي أعادت الى تونس وجهها المشرق كما رسمه أبو القاسم الشابي والطاهر الحداد وكل المدّ التحديثي منذ نحو قرنين والذي لم ينجح الرئيس المخلوع في طمسه، ويقفون بكل إجلال أمام أرواح ضحايا القمع والاستبداد. ومن موقعهم كمثقفين ملتزمين بقضايا شعبهم يسجلون انطلاق مسار الانتقال الديموقراطي ويقفون بكل حزم إلى جانب كل القوى الديموقراطية لدفع هذا المسار وإنجاحه وللتصدي للمؤامرة الساعية إلى إفشاله. وحرصاً منهم على إنجاح هذا المسار والتصدي لكل محاولات الالتفاف عليه قصد إفشاله أو إفراغه من محتواه يؤكدون ضرورة أن يكون تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الموقتة على أساس أولوية المهمات والأسماء وأن تضم شخصيات يشهد لها بالكفاءة والنزاهة والالتزام بقيم الديموقراطية ومبادئها والإخلاص للوطن. ويقدرون التضامن الوطني بين جيشنا الوطني ولجان الدفاع الشعبية في التصدي للمتآمرين والمجرمين. ويعتبرون أن الوضع يستوجب إنجاز المهمات العاجلة الآتية: 1 - العمل الفوري على إعادة الأمن والاستقرار في كل أنحاء البلاد وتأمين اشتغال المرافق الأساسية وتوفير حاجيات المواطنين وإرجاع المؤسسات الإدارية والاقتصادية إلى عملها وفتح المدارس والجامعات حتى تعود البلاد إلى حياتها العادية الآمنة. 2 - إطلاق سراح كل سجناء الرأي وإصدار العفو التشريعي في حقهم. 3 - رفع الحظر عن كافة الأحزاب السياسية والجمعيات المدنية حتى تتمكن من ممارسة نشاطها في إطار دستور البلاد وقوانينها. 4 - الإعلان أن التجمع الدستوري الديموقراطي لم يعد الحزب الحاكم وذلك بفصله عن الدولة وكل مؤسساتها. 5 - تمكين القوى الديموقراطية من الوقت الضروري لإعادة النظر في كل القوانين والنصوص المؤطرة للحياة السياسية على أن تقع مراجعتها وفقاً لمبادئ الديموقراطية. 6 - فتح وسائل الإعلام والفضاءات الثقافية لبعث منابر ومنتديات للحوار الفكري والسياسي حتى تساهم نخب الفكر والثقافة في رسم ملامح مستقبل البلاد. 7 - يعلنون تجندهم اليقظ والمتواصل للمساهمة من موقعهم في مسار الانتقال الديموقراطي للقطع نهائياً مع نظام الاستبداد والطغيان ونقترح تكوين لجنة يقظة ومبادرة للمثقفين التونسيين». وحمل البيان الدفعة الأولى من الموقعين: رجاء بن سلامة، عياض بن عاشور، عبدالمجيد الشرفي، حمادي الرديسي، عبدالحميد الأرقش، جليلة بكار، منير الكشو، حاتم الزغل، دلندة الأرقش، الفاضل الجعايبي، أمال قرامي.