وصف وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الأديب عبدالله بن خميس بالجبل في الشعر والصحافة والتعليم والتاريخ والجغرافيا». وقال: إن اسمه غدا رمزاً للقيم العلمية والأدبية، وكتبه تعدّ علامة مضيئة لا يستغني عنها باحث، كما أن شعره يأخذنا إلى زمن الشعر العربي الصافي والمتين»مضيفاً أن ابن خميس «شق طريقاً وعراً عرفنا منه معنى أن تكون لنا «صحافة حديثة»، بدءاً من تأسيسه مجلته الأولى «هجر» وانتهاء بصحيفة «الجزيرة» اليومية، كما تطرق إلى كتاباته الجريئة في صحافة تلك المرحلة». وأضاف في ليلة تكريم ابن خميس، التي أقامها نادي الرياض الأدبي مساء الاثنين الماضي في مركز الملك فهد الثقافي، ضمن سلسلة «ليالي الوفاء»، بالشراكة مع مؤسسة الجزيرة الصحافية: «إنها لحظة جميلة تلك التي نلتف حول أديب كبير لنكرّمه»، قبل أن يصفه بأنه مكتبة في رجل، «وأن تراثه يعيد إلى أذهاننا ذكر أولئك الأعلام الكبار من أمتنا». في الليلة التي أقيمت وسط حضور كبير، شارك عدد من المثقفين بكلمات حول ابن خميس، كما سلّم الدكتور خوجة في ختامها دروع النادي التذكارية لابن المحتفى به وأسرته، وأهداها تسجيلاته الإذاعية كافة. وكانت الليلة افتتحت بكلمة النادي الأدبي بالرياض ألقاها رئيسه الدكتور عبدالله الوشمي وقال فيها: «إن النادي عندما يحتفي بالذي أسسه في بداية انطلاقته برؤية الأديب والمثقف والمفكر، يتحتم عليه أن يكون الاحتفاء بابن خميس واجباً أدبياً وثقافياً»، مشيراً إلى الحضور العلمي المميز لابن خميس وجهوده العلمية والإدارية والأدبية المتعددة، إضافة لإسهاماته وكتبه وشعره. واستعرض رئيس تحرير الجزيرة خالد المالك جوانب من ريادة ابن خميس الصحافية. ووصفه رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية الدكتور محمد السالم بالمؤرخ الكبير، مشيداً بما قدمه من إهداء للمكتبة جميع محتويات مكتبته العامرة التي تجاوزت 41 ألف كتاب. فيما سرد عبدالله الماجد قصة نشأة النادي الأدبي ودور ابن خميس في ذلك. واستعاد أستاذ التاريخ والآثار الدكتور عبدالرحمن الأنصاري جانباً من الجدل حول خصوماته التاريخية حول أسطورية طسم وجديس مع ابن خميس، قبل أن يقول عنه انه «كان مشجعاً للآثار بطريقة رائعة، فلا يوجد عمل بارز إلا وله يد طولى فيه، ولا يوجد باحث في التاريخ إلا ويرجع له»، مشيراً إلى دعمه تأسيس جمعية الآثار والتاريخ. وقال مدير مؤسسة الجزيرة السابق عبدالرحمن الراشد ان القارئ «ليحار في أي عنوان يتحدث فيه عنه»، قبل أن يتحدث عن بعض ملامح حياته العصامية. وشارك ابن المحتفى به عبدالعزيز بن عبدالله بن خميس، متناولاً ما غاب عن المتحدثين في سيرة والده من جهة وحدته وعزلته المملة خلال السنوات العشر العجاف، والتردي المؤلم في انحسار الوفاء ممن كانوا يرتادون مجلسه من طلاب علم وأدباء ومريدين وأهل حاجات. من جانبه، أشار عضو مجلس الشورى ورئيس النادي السابق الدكتور سعد البازعي إلى أن ابن خميس «جمع بين ثقافتي الفصحى والعامية»، ولفت إلى دوره البارز في خدمة الموروث، مضيفاً أنه من الأسماء «التي خدمت الثقافة الشفاهية ليثبت ألا خوف على الفصحى منها». واستعادت حفيدة ابن خميس منيرة بنت طارق بن خميس جزءاً من روح جدها الشعرية بإلقاء قصيدته الشهيرة «طويق» بطريقة ألهبت أكف الحضور.