حذرت مديرة إدارة رياض الأطفال في الإدارة العامة للتربية والتعليم (بنات) في المنطقة الشرقية فوزية الدوسري، من خطورة تعرض الطفل في سنواته الأولى، إلى أي نوع من أنواع العنف والاعتداء الجنسي. وذلك خلال محاضرة ألقتها ضمن لقاء تربوي نظمته إدارتها، بعنوان «معاً نحو طفولة آمنة». ويهدف اللقاء، الذي شاركت فيه مديرات مكاتب التربية والتعليم، ومديرات الإدارات التعليمية، ومديرات المدارس، ومعلمات ومرشدات طلابيات، إلى «التعريف بالسلامة الشخصية لطفل الروضة في مرحلتها الثانية، وتوعية العاملات في مجال رياض الأطفال، وإلقاء الضوء على جوانب المشكلة الطبية والنفسية كافة، وطرق التعامل معها». وكان أكاديمي سعودي ذكر ان «واحداً من كل أربعة أطفال سعوديين يتعرض إلى التحرش الجنسي». وتطرقت الدوسري، إلى أنواع إيذاء الطفل، وأثرها على نفسيته وصحته. وقال: «إن العنف الجنسي أشدها خطراً»، مبينة أن الاعتداء يكون «مخططاً له من طريق التهديد، والتخويف». وأكدت على «حاجة الطفل إلى من يستمع له، ويصغي لما يتعرض له من مشكلات». وشددت على أهمية «تضافر الجهود لتوعية الطفل، وتنبيهه إلى منع أي شخص مهما كان مقرباً منه، من لمس أجزاء حساسة من جسمه، أو كشف عورته، أو الذهاب معه في خلوة، وضرورة الصراخ والهرب حينما يتعرض إلى مثل هذه المواقف». وأشارت إلى أن المعتدين قد يكونون من المقربين (أحد الوالدين، وزوج الأم، والإخوة، والأقارب، والجيران، والسائق، والعاملة المنزلية، والمدرسين الخصوصيين، وعامل توصيل الطلبات). وحول عدم وجود مرشدة طلابية في رياض الأطفال، أكدت الدوسري، أن «كل معلمة في رياض الأطفال هي مرشدة طلابية، لما تمتلكه من الوعي والأهلية والحس العالي في المسؤولية، بما يمكنها ذلك من القيام بهذا الدور الإرشادي المهم». فيما أكدت اختصاصية الطب الشرعي في مركز الدمام للطب الشرعي التابع لوزارة الصحة الدكتورة منال باموسى، في محاضرتها على «خطورة تعرض الطفل لأسباب الاعتداء الجنسي، وضرورة الاستمرار في توجيهه وتحذيره». وتطرقت إلى الآثار المترتبة على ذلك، اجتماعياً ونفسياً، مبينة أن «المعتدي على الطفل قد يسلك أحد أسلوبين: الترغيب أو الترهيب». وشرحت كيفية اكتشاف آثار الاعتداء على الجسم بالأجهزة المُتطورة، مثل «الكولبو سكوب». كما استعرضت مؤشرات تبين تعرض الطفل إلى عملية الاعتداء الجنسي. وتطرقت مديرة الشؤون الاجتماعية طرفة المسلم، في محاضرتها إلى تعدد الخدمات المقدمة من قبل الشؤون الاجتماعية في حالات العنف الأسري، و«تقديم الحلول للمشكلات، ومتابعتها، إلى أن تستقر». وقالت: «إن التربية النفسية للطفل هي التي تجعله عنصراً بناءً في المجتمع». وعرفت مديرة وحدة الخدمات الإرشادية في إدارة التوجيه والإرشاد شيخة النعيمي، في دور الوحدة في التعامل مع الطالبات المتعرضات إلى العنف، وآلية التعامل معهن، وطريقة الإبلاغ من طريق «تعبئة الاستمارة، بالتعاون مع الإدارة». وأكدت الدور الكبير الذي تقوم به إدارة التربية والتعليم عند ثبوت أي عملية اعتداء على الطالبة، مشيرة إلى أن بعض القضايا تتطلب «تدخلاً سريعاً، ولا تحتمل التأخير». بدورها، أشادت مساعدة المدير العام ل «تربية الشرقية» للشؤون التعليمية الدكتورة ملكة الطيار، باهتمام الدولة في «الطفل، وتنشئته، وحمايته من التعرض إلى العنف بشتى أنواعه، وأهمية العناية في هذه المرحلة العمرية». وذكرت المشرفة التربوية ذكريات المزروع في اختتام اللقاء، ان «النظريات العلمية أوضحت أن الإساءة للطفل جنسياً أو جسدياً، هي أحد الأسباب الرئيسة للأعراض النفسية المرضية التي يصاب بها الأطفال الأكبر سناً أو البالغون».