وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس إلى الكويت قادماً من إيران، في عداد جولة شملت المملكة العربية السعودية. وقال الناطق باسمه سعد الحديثي ل «الحياة» إن «الزيارة تأتي في إطار رغبة العراق في تمتين العلاقات مع الكويت وتطوير آفاق التعاون بين البلدين والبحث في ما تبقى من الملفات التي نجمت عن غزو نظام صدام، بالإضافة الى مجالات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والنقل». وأضاف «أن لقاءات الوفد العراقي مع الجانب الكويتي، وفي المقدمة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، تناولت دور الكويت في مساندة بغداد في جهودها لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار وتأهيل المناطق المحررة». وأوضح أن «الوفد الحكومي ضم وزراء الخارجية والداخلية والتخطيط والعمل والزراعة والأمين العام لمجلس الوزراء وعدداً آخر من المسؤولين». ويسعى العراق الى إقناع الجانب الكويتي بتأجيل دفع ما تبقى من التعويضات المتربتة على غزو النظام السابق، وتقدر ب4.6 بليون دولار وكان العبادي وصفها ب «الظالمة بكل المقاييس» قبيل مغادرته بغداد، وأكد أنها ستكون في مقدم المواضيع التي سيناقشها مع المسؤولين في الكويت. وكان العبادي اختتم صباح أمس زيارة لطهران بلقاء رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني. وجاء في بيان لمكتبه أنه «بحث مع لاريجاني في تطوير العلاقات بين الشعبين والبلدين، وآفاق تعزيزها في مختلف المجالات وتوحيد الجهود ضد الإرهاب، كما تم البحث في أوضاع المنطقة والتحديات الأمنية والإرهاب الذي يهدد الجميع وأهمية التعاون للقضاء عليه في شكل تام». وتابع أن «زيارتنا للجمهورية الإسلامية تهدف إلى توطيد العلاقات وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية، والتجارية، والسياحة الدينية، والتعاون، ضد الإرهاب الذي يستهدف الأبرياء، ونحن ندين الاعتداءات الإرهابية التي وقعت في طهران أخيراً». ونقل البيان عن العبادي قوله: «أعدنا هيبة الدولة ودحرنا الإرهاب ونتجه إلى دعم الاستقرار والإعمار وتطوير الاقتصاد وتحقيق تطلعات شعبنا»، وأضاف أن «التوتر الذي تشهده المنطقة لا يخدم مصالح شعوبها ويعطل التنمية ويبدد الموارد ويضيع الجهود والمكاسب»، ودعا الى «إبعاد الشعوب عن خطر الإرهاب الذي يهدد الجميع ودمر وهجر مدننا ومواطنينا». إلى ذلك، قال لاريجاني: «نقف معكم في كل الظروف وقد قطعتم أشواطاً ومراحل مهمة، ونرجو المزيد من القوة والاستقرار والتوفيق للعراق وشعبه ولكم، ونتطلع بعد نجاحاتكم ضد الإرهاب أن يتقدم العراق في شكل أكبر ويتعزز موقعه ومكانته في المنطقة ويزداد رفعة»، وحض على «الحفاظ على وحدة العراق وتجنيبه مخاطر التقسيم»، مشيراً الى أن «الجمهورية الإسلامية تحسب للعراق ألف حساب كشريك قوي في المنطقة وسنعمل معاً لتطوير العلاقات بين بلدينا وشعبينا وتجاوز المسائل العالقة التي تتطلب تعاوناً لحلها». يذكر أن العبادي التقى أيضاً رئيس الجمهورية حسن روحاني والمرشد الأعلى علي خامنئي الذي وصف «الحشد الشعبي» بأنه «ثمرة مباركة وأحد عوامل قوة العراق»، وعدّ وصول الحشد الى الحدود السورية خطوة استراتيجية كبيرة». ولفت الى أن «الانتصارات التي حققها العراق على داعش الذي اقترب من محيط بغداد، كانت نتيجة اعتماد الحكومة على قوة شبابها في مجابهة الإرهاب». وأشاد خامنئي ب «وحدة وتلاحم جميع التيارات السياسية والدينية العراقية في محاربة داعش، واصفاً الحشد الشعبي بأنه ظاهره مهمة ومباركة وعنصر اقتدار في العراق وأكد قائد الثورة ضرورة صيانة وحدة التراب العراقي. وقال إنه ينبغي توخي الحذر إزاء الأميركيين وعدم الثقة بهم مطلقاً، لأن أميركا وأذنابها يعارضون استقلال العراق وهويته ووحدته». وتابع أن «معارضة الأميركيين الحشد الشعبي تعود الى أنهم يريدون أن يخسر العراق أهم عوامل اقتداره». وزاد: «لا ينبغي الوثوق بالأميركيين مطلقاً لأنهم يتحينون الفرص لتوجيه ضربتهم». واعتبر ظهور «الخلافات والفرقة في العراق فرصة سانحة لواشنطن لتوجيه ضربتها». وأضاف: «ينبغي أن لا نعطيها هذه الفرصة، كما ينبغي الحؤول دون دخول القوات الأميركية الى العراق تحت لافتة التأهيل وما الى ذلك من العناوين». وأكد أن «معارضة الأميركيين داعش غير حقيقية فهم وبعض دول المنطقة التي تدور في فلكهم لا يسعون للقضاء على التنظيم واجتثاث جذوره ويتطلعون الى أن يبقى في قبضتهم ويبقى في العراق».