أكد هيننغسون أن الإصلاحات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز انعكست على رؤية المواطن السويدي، وقال: «انعكست هذه الإصلاحات على رؤية المواطن السويدي ودعني أوضح لك ثلاثة أبعاد مهمة بالنسبة لي: أولاً: عندما زرت المملكة قبل خمس سنوات تقريباً، استضافوني في الحوار الوطني، بدعوة من الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، ووجدت أنها محاولة مهمة جداً، لأن المشاركين من مختلف التوجهات لمناقشة مواضيع جوهرية، بمنتهى الصراحة، وهذا الحوار الوطني أعتبره خطوة مهمة على الطريق لمجتمع ديموقراطي. ثانياً: زرت قبل عام جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، وجدتها تطبق أنماط تدريس حديثة، ويقوم أساتذة عرب وأجانب من مختلف دول العالم بالتدريس فيها، وأنظر لهذه الجامعة أيضاً باعتبارها خطوة نحو التحديث. ثالثاً: وهي أكثر الأمور التي أثارت إعجابي هي محاولة الملك عبدالله لفتح حوار بين الأديان، والذي لا يقتصر على مستوى البطارقة المسيحيين وعلماء المسلمين، بل على المستوى الدولي والحكومي». وأشار إلى أنه قام بإلقاء كلمة حكومة السويد، في ما يطلق عليه (حوار رفيع المستوى لثقافة السلام)، علماً بأن موضوع ثقافة السلام يتكرر سنوياً على جدول أعمال الأممالمتحدة، ويجري مناقشته سنوياً في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) تقريباً، ولكن في عام 2008، عقد هذا الحوار بعد ثلاثة أيام فقط من انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، ولكن الرئيس جورج بوش هو الذي كان ما زال يمسك بزمام الحكم، وبالتالي هو الذي ألقى كلمة الولاياتالمتحدة، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعندما جاء الدور على كلمة السويد، وجدت جميع الحاضرين يغالبون النعاس، مندوبو الدول في منتهى الإرهاق بعد هذا الكم من الخطابات، وكذلك المترجمين، ففكرت كيف أعيد ضخ الدماء في عروقهم، وإفاقتهم من ثباتهم، فقررت أن ألقي الكلمة باللغة العربية، ولم يكن هناك مترجم من اللغة العربية، لأن أحداً لم يتوقع أن يتحدث مندوب السويد باللغة العربية. وقد فعلت ذلك لاعتبارات عدة أهمها احتراماً للملك عبدالله، امتناناً على وقوفه وراء هذه المبادرة، ولكي أبرز احترام الأوروبيين للحضارة العربية، واستنكاراً لإصرار العرب على استخدام اللغة الإنكليزية أو اللغة الفرنسية عند تحدثهم على المسرح الدولي. وأوضح أنه أراد أن يعرب عن استغرابي من هذا السلوك، وكان من بين ما قلته في كلمتي أمام الجمعية العامة تقديري البالغ لشخص الدكتورة ثريا عبيد المدير التنفيذي السابق لصندوق الأممالمتحدة للسكان، لأنها شخصية هائلة. إذ قامت بمبادرة نادرة لأنها استطاعت أن تجمع بين ممثلي الأديان والحصول منهم على دعم لمحاربة مرض فيروس نقص المناعة البشرية (الأيدز)، ولحماية حقوق المرأة، وللتوعية بالصحة الجنسية، وهذه جهود جبارة. وشعرت بأن هذه السيدة لم تأخذ التقدير الذي تستحقه على المسرح الدولي، وأنها قامت بهذا المشروع المهم جداً، ورأيت أن من يشكك في هذه المبادرة، هم غالبيتهم من العلمانيين الغربيين الذين قالوا إنها ستأتي بالشيوخ من أصحاب اللحى، وكيف يدخل أصحاب هذه الأفكار الرجعية في مشاريع الأممالمتحدة، وأن هذا الأمر سيؤدي بالأممالمتحدة للعودة إلى الوراء. ولكن الدكتورة ثريا عبيد كانت ذات رؤية واسعة، لأنها فكرت في من يستطيع أن يكون مؤثراً في المستوى المحلي، ونسي هؤلاء الناقدون أن النساء في القرى النائية لن يستمعن إلى نصائح من موظفين في الأممالمتحدة، بل يستمعن إلى نصائح رجال الدين سواء كانوا شيوخاً أم قسساً، أم المعلم في الكتّاب.