تمكّنت القوات العراقية، بدعم من طيران التحالف الدولي ومسلحي العشائر السنية، من تحرير منفذ الوليد الحدودي والسيطرة على الشريط المتبقي في مثلث الحدود بين العراق وسورية والأردن، ما يعني إبعاد تنظيم «داعش» عن محيط قاعدة أميركية على الجانب الآخر من الحدود في الأراضي السورية. ومنفذ الوليد قريب من التنف، وهو معبر حدودي سوري استراتيجي على طريق بغداد- دمشق السريع. وتتمركز قوات أميركية في التنف منذ العام الماضي وتمنع القوات المدعومة من إيران، التي تناصر الرئيس بشار الأسد، من تلقي أسلحة ثقيلة من إيران باستخدام الطريق السريع الواصل بين العراق وسورية. وتعد مشاركة مقاتلين سنّة في عملية منفذ الوليد مؤشراً آخر إلى أن إيران لن تستطيع استخدام الطريق السريع في الوقت الحالي. وقال مصدر أمني ل «الحياة»، إن «لواءين من حرس الحدود باشرا أمس السيطرة على منفذ الوليد الحدودي مع سورية، كما سيطرت هذه القوات على الشريط الحدودي بين منفذي الوليد وطريبيل»، مشيراً إلى أن «هناك واجبات أخرى باتجاه منفذ القائم الحدودي». كما قالت قيادة العمليات المشتركة في بيان أمس، إن «قيادة قوات الحدود تنطلق بعملية واسعة باسم الفجر الجديد لتحرير مناطق الشريط الحدودي في المنطقة الغربية من ثلاثة محاور بمشاركة قوات الحدود والحشد العشائري وإسناد طيران الجيش وطيران التحالف الدولي». وأضاف أن «العملية أسفرت عن تحرير منفذ الوليد الحدودي ومسك وتحرير الشريط الحدودي المتبقي بين الحدود السورية- العراقية- الأردنية». وسبق ذلك إعلان «الحشد الشعبي» عن إحباط محاولة تسلل لعناصر تنظيم «داعش» قرب مخفر تل صفوك، أهم معبر حدودي بين العراق وسورية. وقال إعلام «الحشد» في بيان، إن «قوات الحشد الشعبي، اللواء 28، تمكّنت من إفشال محاولة تسلل لعناصر داعش قرب مخفر تل صفوك على الحدود السورية- العراقية». وأضاف البيان أن «القوات تمكّنت من تدمير آليتين للتنظيم محملتين بالأسلحة». وكان أمين عام «منظمة بدر» هادي العامري، أعلن أواخر الشهر الماضي وصول قوات «الحشد الشعبي» إلى الحدود العراقية- السورية، مؤكداً قيام «الحشد» بعملية عسكرية لتطهير الحدود. من جهة أخرى، أكد مصدر أمني إحباط هجوم لتنظيم «داعش» على قطعات عسكرية غرب قضاء الرطبة، وأن قوة من الفرقة الأولى في الجيش تمكّنت من إحباط الهجوم على المقرات التابعة لها في مفرق عكشات غرب الرطبة، ودمرت آليتين لتنظيم داعش وقتل من فيهما. وكشف مصدر عسكري عراقي عن مساعي «داعش» لشن هجوم على قضاء حديثة، وقال إن معلومات استخبارية أفادت بنية التنظيم شن هجوم على القضاء الذي تتحصن فيه قوات عراقية ومسلحو العشائر. وأضاف أن التنظيم يعدّ، وفق المعلومات، عجلات مفخخة وكتيبة من الانتحاريين خلال الهجوم لكسر أسوار القضاء الذي لم يسقط منذ سيطرة التنظيم على العديد من المدن في غرب العراق. وأوضح أن القوات العسكرية كثّفت تحليق المقاتلات الحربية وطائرات «الأباتشي» في سماء القضاء، إضافة إلى نشر المزيد من القطعات العسكرية على محاوره، لإفشال أي هجوم. ولم ينجح «داعش» في بسط سيطرته على قضاء حديثة في أعالي نهر الفرات، على رغم شنه مئات الهجمات المسلحة وتنفيذه عمليات انتحارية لكسر الدفاعات العراقية. وأعلنت الاستخبارات العسكرية أمس عن اعتقال أربعة إرهابيين في محافظة الأنبار، وقالت في بيان إن مفارزها «في فرقة المشاة الآلية الثامنة، بالتعاون مع قيادة الفرقة، ألقت القبض على أربعة إرهابيين خطرين، اثنان منهم مندسان بين النازحين في مخيم الحبانية والآخران في منطقتي الصبيحات والطاش بالرمادي».