زارت الملكة إليزابيث الثانية برفقة حفيدها الأمير وليام مركز «ويست واي» الرياضي الذي يؤوي ناجين من حريق برج غرينفيل، في بادرة تعاطف مع الضحايا وخطوة لتهدئة الرأي العام مع تصاعد الاستياء من الحكومة، نتيجة تقارير عن إهمال تسبب في الكارثة يوم الأربعاء الماضي. واستقبلت الملكة بالترحاب من جانب سكان البرج الناجين وأقاربهم على عكس رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تجنبت لقاءهم تحسباً لردود فعل غاضبة كالتي قوبل بها عدد من المسؤولين في مقدمهم زعيمة الغالبية المحافظة في مجلس النواب وزيرة الطاقة والمناخ أندريا ليسوم، وعمدة لندن صادق خان. وتزايدت التكهنات حول ارتفاع أعداد ضحايا حريق البرج الواقع في غرب لندن، إلى ما يراوح بين 70 و150 قتيلاً، فيما اعترفت مصادر الشرطة بأن عدد المفقودين من سكان البرج قد يفوق العشرات. ورداً على سؤال عما إذا كان عدد القتلى قد يتجاوز المئة، قال ستيوارت كاندي وهو قائد بارز في شرطة لندن: «آمل ألا يكون في خانة المئات». وقال كاندي إن عدد قتلى الحريق الذي اندلع في برج سكني في لندن ارتفع إلى 30 على الأقل، وإن الشرطة تبحث ما إذا كانت هناك جريمة وراءه، في إشارة إلى اتهامات إلى السلطات بالتقاعس في إجراءات السلامة التي فرضت خلال إعادة تأهيل المبنى الذي يؤوي عائلات تعيش على حساب الرعاية الاجتماعية وبينها مهاجرون من الشرق الاوسط وآسيا. وأضاف كاندي أن 24 شخصاً ما زالوا في المستشفى، بينما هناك 12 في الرعاية المركزة. وقال إن «التحقيق سيبحث ما الجرائم التي ربما تكون ارتكبت». وواجهت رئيسة وزراء بريطانيا انتقادات متزايدة، لأنها لم تقابل الناجين من الحريق على عكس زعيم المعارضة جيريمي كوربن ورئيس بلدية لندن صادق خان الذي سأله صبي عن عدد الأطفال الذين قتلوا في الحادث. ولم تلتق ماي الناجين، ما أثار انتقادات من السكان المحليين والإعلام وحتى من حزب المحافظين الذي تتزعمه. وقال وزير الدولة السابق مايكل بورتيلو لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «أرادت وضعاً تحت السيطرة تماماً لا تضطر فيه لاستخدام إنسانيتها». وأضاف: «كان عليها أن تكون هناك مع السكان. يجب أن تكون مستعداً لتلقي مشاعر الناس لا أن تكون خائفاً من مواجهتهم». ولدى سؤالها الخميس عن سبب امتناعها عن لقاء السكان أو زيارة مركز إيوائهم، أجابت ماي بأنها أرادت زيارة موقع الحريق لتتلقى آخر المعلومات من أجهزة الطوارئ.