سيطرت القوات العراقية على مربع المباني الحكومية والجسر الثاني وعدد من الأحياء في الجانب الغربي للموصل في «عملية الفجر» الخاطفة، التي خسر خلالها التنظيم مواقع مهمة فضلاً عن الانهيار في معنويات مسلحيه، بالتزامن مع فتح جبهة جديدة من الجهة الشمالية الغربية، فيما بحث رئيس الوزراء حيدر العبادي وكبار القادة العسكريين والأمنيين في نينوى تطور العمليات خلال زيارته المدينة أمس. وأفادت مصادر أمنية بأن مسلحي «داعش» أبدوا في الأيام الثلاثة الماضية «مقاومة غير مسبوقة» نفذوا خلالها عشرات الهجمات الانتحارية بعربات مفخخة في أحياء الدواسة والدندان في محاذاة الضفة الغربية لنهر دجلة، حيث المباني الحكومية. وأكد قائد معركة استعادة الموصل الفريق الركن عبد الأمير يارالله في بيان أمس، «نجاح أبطال الشرطة الاتحادية والرد السريع في تحرير مباني محافظة نينوى والسيطرة على الجسر الثاني (جسر الحرية) ورفع العلم الوطني فوقه»، وأضاف أن «حيي الدندان والدواسة حررا بالكامل، وتتم الآن عمليات التطهير، كما تم تحرير حي تل الرمان، وبدأت القوات اقتحام حيي المعلمين والشهداء من الجهة الغربية وما زال التقدم مستمراً». وأفادت الشرطة الاتحادية بأن «عمليات تحرير مناطق الدواسة والدندان والعكيدات والنبي شيت أسفرت عن استعادة السيطرة على مباني مديرية الشرطة والمحاكم والطاقة الكهربائية والماء والمجاري، بعد قتل 135 إرهابياً وتدمير 24 عربة متنوعة مفخخة و156عبوة ناسفة ولغماً أرضياً». وأعلن مصدر أمني أن «السيطرة على المربع الحكومي جاءت إثر عملية نوعية خاطفة فجر اليوم (أمس)، ما أحدث صدمة وانهياراً في صفوف التنظيم»، مشيراً إلى أن «القوات أحبطت محاولة تفجير مبنى المحافظة». وقال قائد «عمليات نينوى» اللواء نجم الجبوري «قتل أربعة انتحاريين قبل أن يفجروا أنفسهم وتم تدمير عربة مفخخة قرب مبنى مديرية الشرطة في حي الدندان». وتخشى منظمات حقوقية من ارتفاع عدد الضحايا المدنيين المحاصرين في الموصل القديمة، وسط أنباء عن قتل وإصابة العشرات منهم بالضربات الجوية والمواجهات، وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان أن «القوات العراقية استجابت النداء العاجل الذي أطلقته لإنقاذ أرواح 51 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال، وبينهم 3 جرحى من بين الأنقاض». وقال الخبير الأمني هشام الهاشمي، إن «المكاسب الأخيرة تحمل رمزية معنوية كبيرة، فعلى رغم دفاعات داعش وشنه 40 عملية انتحارية وتحصيناته وأبراج القنص التي أعدها منذ فترة طويلة، نجحت قوات الشرطة الاتحادية في تحقيق النصر، مقدمة لتحرير ثلاثة أحياء على الأقل لها رمزية معنوية وتاريخية». وأوضح أن «مسلحي داعش المرابطين في منطقة المجمع الحكومي تعرضوا لصدمة في قتال اضطلعت به قوات الرد السريع، إذ قتل أكثر من 50 عنصراً منهم بينهم 37 انتحارياً وقناصاً وفرّت فلولهم إلى أحياء النبي شيت والعكيدات والمدينة القديمة، كما فقد التنظيم معظم عناصر كتيبة الفرقان وهي من الكتائب الخاصة من الانغماسيين، وهلك معظم عناصر كتيبة طارق بن زياد الناطقين بالفرنسية، والتنظيم يقاتل حالياً بغالبية من المحليّين، والقوات المهاجمة تقاتل في محاور: الفرقة التاسعة والحشد الشعبي في الشمال، وقوات مكافحة الإرهاب من الجنوب والغرب، والشرطة الاتحادية من الجنوب والشرق، وستكون الموصل الجديدة نقطة لقاء الكل». وجاءت مكاسب الجيش قبل ساعات من إعلان بيان حكومي وصول العبادي إلى المناطق المحررة من الموصل، من دون أن يحدد موقع الزيارة، وأظهرت لقطات نقلتها قناة «العراقية» الرسمية، العبادي وهو على متن طائرة عسكرية قبل أن تحط في إحدى القواعد، ليعقد اجتماعاً مع قادة الحملة. إلى ذلك، أعلنت قوات «الحشد الشعبي» أن «اللواء 26 والفرقة التاسعة أطلقت عملية لتحرير ناحية بادوش في الساحل الأيمن للموصل من الجهة الشمالية الغربية»، لافتة إلى أن «اللواء 26 يحاصر قرية الثلجة من الجهة الغربية، وتم إسقاط طائرة مسيّرة لداعش وإجلاء 400 نازح من الناحية». وأكد في بيان آخر قتل 10 عناصر من التنظيم وتفجير ثلاث سيارات مفخخة والاستيلاء على عربتين.