يختلف الصيام في مدينة السحاب أبها عاصمة السياحة العربية، عن مدن المملكة العربية السعودية، لما تمتاز به هذه المدينة من اعتدال في الأجواء خلال أشهر الصيف، إذ لا تتجاوز درجة الحرارة فيها 20 درجة مئوية، ما جعل لها طابعاً خاصاً لدى الزوار والسياح في السعودية ودول الخليج العربي. وما أن ينتهي العام الدراسي حتى تتجه قوافل السياح إلى منطقة عسير، للصوم فيها والاستمتاع بجمال طبيعتها، إذ ترتفع عن سطح البحر ما لا يقل عن 2200 متر، وتمتاز باعتدال حرارتها في الصيف وشدة البرودة في الشتاء، وتعانق السحاب، ما جعلها تصنف «أفضل مدينة سياحية للصائمين» ولا سيما في ظل ارتفاع درجة الحرارة في مدن المملكة العربية السعودية، وتشهد مدينة أبها عدداً من الفعاليات السياحية والترفيهية، وتنوع الغابات والتضاريس، الذي جعل منها متنزهاً سياحياً، إذ يفضل أبناء هذه المدينة وزوارها الإفطار خارج المنازل وفي المتنزهات السياحية والغابات، كونها تمتاز بأجواء سياحية فريدة. وقال الشاب والمرشد السياحي سلمان العسيري إن مدينة أبها تعد من أهم المدن السياحية في السعودية والخليج، ونشهد في هذه الأيام، وخصوصاً خلال شهر رمضان المبارك، توافد الزوار من تلك المناطق، مؤكداً أن الصيام له طابع خاص في مدينة أبها، بحيث لا يشعر الصائم بالحرارة والإجهاد خلال فترة النهار. وتمتاز المأكولات الرمضانية في منطقة عسير بعدد من المزايا، التي جعلتها تنفرد عن معظم مناطق المملكة، فتجد العسل واللحوح والحلبة وحلا الرواني والحنيذ والحميس، وتنتشر البسطات الرمضانية في الطرق والأحياء والمتنزهات، إذ يستثمر أبناء مدينة أبها السياحة، من خلال مشاريع صغيرة تقوم بها الأسر والشباب والبنات، واستثمار هذا القطاع في عرض المأكولات العسيرية خلال شهر رمضان المبارك، والعمل على إقامة مراكز إفطار للسائحين في المناطق البعيدة عن السكان والغابات الزراعية. ويشير الباحث والناشط الاجتماعي حسن بن مخافة إلى أهمية أن يكون للجان الاجتماعية والجمعيات الخيرية والاجتماعية دور فعال في تعزيز جهود الشباب والبنات ودعم الأسر المحتاجة لتكون قادرة على إدارة مشاريع مختلفة في المنطقة واستثمار القطاع السياحي في مصلحة أبناء مدينة أبها، مشيداً بدور بعض الجمعيات، لكنه انتقد دور أمانة منطقة عسير في تهيئة بعض المواقع للأسر المنتجة، والعمل على إقامة مراكز إرشادية سياحية ومراكز دعم للأسر والشباب في استثمار العمل السياحي، وقال ما يؤسفني أني أجد شباب الوطن يعانون في إيجاد مواقع لهم ليستثمروا ويطبخوا ويبذلوا من أجل كسب العيش. وتحتل أبها مكانة خاصة لدى السياح السعوديين، إذ تبقى أولى المدن السياحية التي امتازت ببرامجها السياحية منذ أكثر من 30 عاماً، ويطالب أهلها بأهمية التسويق من الوزارات والهيئات كافة في السعودية لمدينة أبها وعرض المعطيات كافة التي تمتاز بها، من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ودعم أبنائها.