احتفى برنامج «الراحل» عبر «روتانا خليجية»، بمسيرة تركي السديري، أحد أهم رموز الصحافة السعودية، فكانت حلقة تكريمية بامتياز لأحد أبرز رموز السلطة الرابعة في العالم العربي، تخللتها العديد من المداخلات والشهادات المؤثرة. والبداية مع مازن السديري الذي قال عن والده، إنه ولد في الغاط ولم يرَ أباه، فنشأ في الرياض يتيماً، ولم يعرف أن له أخاً كبيراً يعوله إلا بعد أن تجاوز ال10 من العمر، مضيفاً أنه في تلك الفترة ظهر نادي الهلال، فبدأ أبوه العمل معهم سكرتيراً في النادي ومشاركاً في تأسيسه وخلق قاعدة شعبية له، مشيراً إلى أنه خلال مسيرته المهنية، تعرض وهُدد السديري بالقتل من النظام الإيراني والعراقي والإرهابي على مر السنوات. أما خالد المالك، فكانت له مداخلة مؤثرة تحدث فيها عن رفيق دربه وعن مسيرة مهنية ارتبطت بالنجاح والريادة لكلا الرجلين، فقال: «تركي هو جزء مني وأنا جزء من تركي، اختلفنا كثيراً واتفقنا أكثر، طرحنا مدرستين مختلفتين في العمل الصحافي في كلّ من صحيفتي الرياض والجزيرة». مبيناً أنه كان هناك قواسم مشتركة تجمعنا، وأخرى تبعد المسافة بيننا، لكن العلاقة الشخصية ظلت تحمل الكثير من الحب والتقدير كل منا لنجاح الآخر، وكان يجمعنا التطلع إلى إيصال جريدتينا إلى المراتب الأولى، مشيراً إلى أن لهذه المنافسة أثراً طيباً في رفع مستوى العمل الصحافي، وزاد أن تركي كان شرساً ومقداماً في عمله لكنه لا يحقد ولا يكره، بل كان صاحب مبادرات في التراجع عن بعض المواقف في حالات التوتر لإعادة المياه إلى مجاريها، مضيفاً أنه للتاريخ، لا بد أن نتذكر دائماً أن تركي السديري تسلم صحيفة متواضعة فانتشلها وأوصلها بنجاح إلى تطوّر كبير. أما الدكتور هاشم هاشم فقال عن الراحل: «عرفت تركي السديري منذ 40 عاماً، وتعارفنا بدأ بالتنافس بيننا وبالذات في المباريات بين المنطقة الوسطى والغربية، تعرفنا على بعض من خلال عملنا في المجال الرياضي، فكان هلالياً وكنت اتحادياً، لكننا لم نعلن يوماً ميولنا الشخصية، وكان، للشهادة، محايداً في عمله، وتواصلنا لم يمنع أن يكون بين (عكاظ) و(الرياض) تنافساً على المركز الأول، وفي بعض الأوقات كان يحصل بيننا بعض الاحتكاك البسيط بسبب التنافس، وكان تحصل بعض القطيعة، لكن صداقتنا كانت دائماً موجودة». وعن تركي السديري قال عبدالرحمن الراشد: «تركي علامة مهمة جداً في تاريخ الصحافة، ليس فقط لأنه بدأ السلم المهني درجة تلو الأخرى على مدى 40 عاماً، بل لأنه بدأ العمل على نفسه من محرر صغير إلى الموقع الذي انتهى فيه مطوراً نفسه والجريدة، وأخذ على عاتقه مهمة حراسة المهنة والوقوف مع الصحافيين، وكان دائماً مطلوباً لحل المشكلات بين الصحافيين والجهات الرسمية، فكان بالفعل حارس المهنة ووضع أسس للعلاقات الطيبة بين الزملاء، وعلى رغم أنه كان منافساً، غير أنه كان أول من نتصل به في حال واجهتنا أية مشكلات رسمية لذلك وبالعرف كنا نعتبره عميد الصحافة». أما قينان الغامدي فتحدث عن مواقف تركي السديري الرجولية، ووقوفه بجانب الصحافيين ليس في جريدة الرياض فحسب، كذلك سلمان الدوسري الذي تحدث عن أخلاق تركي السديري الطيبة ومواقفه المساندة للجميع. يذكر أن برنامج «الراحل» يعرض يومياً على «روتانا خليجية» خلال الشهر الفضيل في تمام الساعة التاسعة مساء، وهو من إعداد وتقديم محمد الخميسي.