نوه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بجهود ومبادرة المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب والتطرف. وقال في كلمة ألقاها في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو مساء أول من أمس (الأربعاء) تناول فيها وسائل تحسين البنية التحتية في أمريكا: «إن المملكة العربية السعودية تقوم بعمل عظيم وبشيء خاص تجاه مكافحة الإرهاب وتمويله». كما أعرب الرئيس الأميركي عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على مبادرة المملكة العربية السعودية في القضاء على تمويل الإرهاب، مبدياً اعتزازه بالمشاركة في القمة العربية الإسلامية - الأميركية التي احتضنتها العاصمة الرياض أخيراً. وكان الرئيس الأميركي أكد في كلمة له خلال القمة العربية الإسلامية - الأميركية التي استضافتها الرياض خلال الفترة 20-21 أيار (مايو) الماضي، أن محادثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان «حافلة بدفء عظيم، ونوايا حسنة، وتعاون هائل. ووقعنا اتفاقات تاريخية مع المملكة العربية السعودية»، مشدداً على أن التعاون السعودي – الأميركي «سيخلق مئات الآلاف من فرص العمل في المملكة العربية السعودية وأميركا». وقال ترامب في كلمته: «إذا لم نتحرك للعمل ضد الإرهاب المنظم، فإننا نعرف ماذا سيحدث وما هي النتيجة في النهاية، وسيستمر انتشار تدمير الإرهاب للحياة، وسيطوق العنف المجتمعات المسالمة، وللأسف سيتبدد مستقبل العديد من الأجيال. إذا لم نقف موحدين لإدانة هذا القتل، فلن تحكم علينا شعوبنا فقط، ولن يحكم علينا التاريخ فقط، ولكن سيحكم علينا الله، فهذه ليست معركة بين أديان مختلفة، أو طوائف مختلفة، أو حضارات مختلفة، بل هذه معركة بين مجرمين همجيين يسعون إلى القضاء على الحياة الإنسانية، وأشخاص أسوياء، وكلها باسم الدين. أشخاص يرغبون حماية الحياة ويريدون حماية دينهم، وهذه معركة بين الخير والشر». وأكد المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأميركية ناثان تك، في تصريحات سابقة ل«الحياة» أن «إيران أنشطتها مهيمنة في هذه المنطقة في اليمن، وفي العراق، وفي سورية، وتدعم (حزب الله) في لبنان، وإلى أن تظهر إيران رغبتها في أن تكون جارة جيدة، وتظهر استعدادها لوقف تمكين أي نوع من الأنشطة المزعزعة للاستقرار المستمرة، ودفع الأموال للمقاتلين الأجانب وللميليشيات للذهاب إلى بلدان وزعزعة استقرارها، لن يكون لإيران مكان». من جهته، وصف المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط لثلاثة رؤساء أميركيين هم (جورج بوش الأب وكلينتون وأوباما) دينيس روس - بحسب معهد واشنطن - «إن واشنطن بحاجة إلى حلفائها لإعادة الإعمار الضرورية بعد هزيمة تنظيم داعش»، مشدداً على أن «واشنطن ستواصل اتخاذ إجراءات لتحدد لإيران متى يكون سلوكها غير مقبول، وبخاصة عند القيام بأعمال إرهابية ودعمها، ومواصلة تطوير برامج صواريخها العابرة للقارات، وستواصل واشنطن اتخاذ إجراءات من خلال العقوبات، كما ستواصل تشجيع غيرها في المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات أيضاً حتى تدرك إيران أن ما تقوم به غير مقبول». فيما أكدت الباحثة في معهد واشنطن لوري بوغارت، على أنه «ليس من قبيل المصادفة أن تعلو مواقف المملكة العربية السعودية في جميع المجالات الإقليمية، إضافة إلى أن مشاركة ترامب في قمم الرياض، فضلاً عن تصريحاته الرسمية، وضعت الإدارة الأميركية الجديدة بشكل ثابت في المعسكر السعودي، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالعديد من خطوط الصدع الإقليمية». وقالت بوغارت: «إن معالجة تمويل الإرهاب كانت أولوية قصوى على جدول أعمال ترامب خلال محادثاته في الرياض، مما أدى إلى إعلان أميركا ودول مجلس التعاون الخليجي إقامة مركز استهداف تمويل الإرهابيين»، مضيفة أنه «يُفهم التقدم المحرز في جعل قطر بيئة معادية لتمويل الإرهاب على أنه بطيء جداً، وكبار المسؤولين القطريين المكلفين بمحفظة تمويل مكافحة الإرهاب يدركون بأنه يتعيّن على الدوحة العمل على إضفاء المزيد من التحسين في هذا المجال». ولفتت في تقريرها إلى أن «قطر لم تكن ضحية للهجمات الإرهابية المتكررة مثل تلك التي وقعت في المملكة العربية السعودية، التي أجبرت المملكة على أن تكون فاعلة ونشطة في مكافحة تمويل الإرهاب»، مؤكدة أنه «طال أمد تحديات تمويل الإرهاب الذي يواجه الدوحة، وعلى رغم بذل واشنطن جهود حثيثة للتأثير على شريكها من أجل أن يتّبع نهجاً أكثر شمولية لهذا الجزء المهم من مشكلة الإرهاب، إلا أن النجاح اقتصر على حالات محددة وقوانين جديدة مدونة في السجلات».