«الحياة» - وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض ب«المذهلة»، مؤكداً خلال تعليقه على وصف رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك لصور ترامب أمس خلال زيارته المملكة السعودية ب«المدهشة» قائلاً: «زيارتي إلى المملكة العربية السعودية كانت مذهلة جداً، لا أعتقد أن شيئاً مثل هذا حدث من قبل، أعتقد أنها كانت أبعد من أي شيء رآه أحد». وكان ترامب شارك خلال حفلة استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز له في الرياض السبت الماضي في رقص (العرضة السعودية)، وهي رقصة الحرب والقوة يؤديها الرجال، وتم إدراجها – بحسب ويكيبيديا - في كانون الأول( ديسمبر) 2015 ضمن القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) تحت عنوان «العرضة النجدية - رقص شعبي ودق على الطبول وأهازيج شعرية من المملكة العربية السعودية»، وبذلك تدخل لائحة التراث العالمي غير المادي. الزيارة التي وصفها ترامب ب«المذهلة» أكدت زميلة أبحاث في برنامج سياسة الخليج في معهد واشنطن لوري بلوتكين بوغارت، أنها «تعد أيضاً اعترافاً فعلياً بأن المملكة العربية السعودية تمثل حالياً احد أقرب شركاء أميركا في مكافحة الإرهاب في العالم». وقالت بوغارت، في تقرير على موقع المعهد ان «اختيار الرئيس الأميركي ترامب للمملكة العربية السعودية في أول زيارة خارجية له جاء خروجاً لافتاً عن السوابق، إذ كانت المرة الوحيدة الأخرى التي جاءت فيها المملكة من بين أولى زيارات أول جولة خارجية لرئيس أميركي جديد خلال إدارة جيمي كارتر، الذي كانت أول وجهة عربية له هي الرياض». وأوضحت أن «اختيار السعودية يعد إشارة إلى أولويات السياسة الخارجية للرئيس ترامب، كما يلمّح إلى الدور الذي يرى الرئيس ومساعدوه في البيت الأبيض بأهمية رفع مستوى التحالف الأميركي – السعودي»، مضيفة أن «الهدف الرئيس لترامب في المملكة هو دعم الحرب ضد الإرهاب، وهذا ناشئ مما وصفه البيت الأبيض كهدف ترامب الأعلى في السياسة الخارجية وهو هزيمة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى، ولدى البيت الأبيض إيمان بأن السعودية تشكل جزءاً مهماً من حل مشكلة الإرهاب، وزيارة الرئيس الأميركي إلى الرياض أيضاً اعتراف فعلي بأن المملكة العربية السعودية هي أقرب شركاء أميركا في العالم». وحول قدرة الرياض على جمع وقيادة الدول الإسلامية والعربية قالت الباحثة في معهد واشنطن ان «ترامب استفاد من هذه القدرة السعودية الهائلة على عقد اجتماعات لزعماء الدول، خصوصاً أن المملكة العربية السعودية لبى دعوتها عشرات القادة من جميع أنحاء العالم الإسلامي ومن الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا للاجتماع مع الرئيس الأميركي في قمة أميركية - عربية - إسلامية شهدتها الرياض في 21 أيار (مايو)، سعياً نحو ترسيخ تحالف دولي لمكافحة الارهاب». واشارت إلى أن «قمم الرياض الثلاث» اعتمدت في نجاحها على «الجهود السعودية في إنشاء التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب، من أدنى المستويات إلى أعلاها، والذي تم الإعلان عنه قبل عام ونصف العام من الآن». ولفتت بوغارت، في تقريرها إلى أنه «إضافة إلى أولويات مكافحة الإرهاب والتصدي لإيران، فإن الهدف الرئيس للزيارة هو توطيد العلاقات الاقتصادية مع حليف ذي أهمية عالية بالنسبة لواشنطن، وهو ما حرص الرئيس الأميركي على توفيره عبر بيئة مناسبة لتوسيع الاستثمارات والعلاقات التجارية المشتركة». وشددت على أهمية وجود استثمارات سعودية إضافية في أميركا، داعية واشنطن إلى الاستفادة مما وصفته ب«صندوق الثروة السيادية الكبير في المملكة».