قرابة النصف من شهر رمضان، لكن عزيز منهك جداً وفي كل يوم يعد الساعات لوقت الإفطار، وفي عصر الجمعة ركض عزيز نحو غرفة الجدة رورة مستاءً وقال لها: «لا أستطيع إكمال الصيام سأذهب لشرب الماء»، ابتسمت الجدة رورة وذهبت لإحضار كتاب. وسألها: «ما هذا الكتاب يا جدتي»؟، فأجابته: «لنرى إفطار العالم»، فقال: «في هذا الكتاب الصغير»! فتحت الجدة رورة الكتاب وإذا به يشبه النافذة المطلة على مكان، إنه ليس كتاباً عادياً، نظر عزيز وإذا بالمنظر يطل على عائلة تجلس على سفرة صغيرة لا تحوي الكثير من الأصناف، قلبت الجدة رورة الصفحة وإذا بعائلة أخرى تلتم حول طبقٍ واحد، قالت الجدة رورة: «ساعات قليلة نصومها، لكن الكثير حول العالم حرموا متعة الطعام الشهي والأصناف المتنوعة التي نجدها على مائدتنا وقت الإفطار». أدرك عزيز أنه مخطئ وذهب لمساعدة أمه في تجهيز بعض الوجبات ليقدمها إلى المحتاجين حتى يكون الجميع سعيداً حول مائدة الإفطار.