اتهم رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط ما اسماه «القوى الظلامية» بتعطيل المبادرة السعودية - السورية لإيجاد حل للأزمة في لبنان. وقال من بكركي امس بعد لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير يرافقه الوزير وائل أبو فاعور: «عندما أتيت في المرة السابقة في عيد الميلاد كان هناك جمهور كبير يهنئ صاحب الغبطة بالأعياد، فلم أستطع أن أتبادل معه وجهات النظر، فأتيت اليوم بشكل هادئ كي نتبادل وجهات النظر، وصودف أننا دخلنا في مرحلة جديدة، لكن ما استطيع أن أقوله بعدما اطلعت بالأمس على الخطوط التفصيلية للمبادرة السعودية - السورية: في السابق كنا ننادي دائماً أنا ودولة الرئيس نبيه بري بأهمية ال «سين - سين»، واكتشفنا بالأمس تلك الأهمية بالتفصيل، جرى اختراق كبير في التسوية عنوانه تفادي المضاعفات السلبية لقرار اتهامي قد يصدر في أي لحظة. وصحيح ما قيل انه تأخّر أو أخّر القرار الاتهامي، إذ كان هناك مسعى من جانب الشيخ سعد الحريري وغيره للتأخير. لكن بالأمس على ما يبدو دخلت القوى الظلامية على الخط وعطلت المبادرة». واعتبر جنبلاط أنه «من خلال المبادرة كان هناك اختراق كبير في ما يتعلق بتعطيل المفاعيل السلبية للقرار الاتهامي. لكن، هنا كان ثمة إشكال تمثّل في سوء الاتصال، إن صح التعبير. كان مطلوباً من المعارضة مطالب معينة، صحيح، وفي الوقت نفسه كانت المعارضة تطالب الشيخ سعد الحريري بمبادرة وهذا أيضاً صحيح. وبرأيي هناك خلل ليس سياسياً، بل تقنياً، حول من يقدم قبل الآخر. ولو كنت أنا آنذاك مطلعاً، لاقترحت بأن تكون المطالب من هنا وهناك سلة واحدة برعاية آنذاك كان مقترحاً أن تكون سعودية - سورية في الرياض ونستطيع اليوم أن نقيم تلك السلة برعاية لبنانية». وعاد جنبلاط إلى «شيء من الماضي»، مذكّراً بأنه «في أوج الحرب الأهلية السيئة الذكر، عندما كنا نتقاتل بين يمين ويسار وبين فلسطينيين وكتائب، كان دائماً هناك صلة اتصال بين الفرقاء، لم يحدث في تاريخ لبنان أن انقطع الاتصال بين الفرقاء. كان هناك اتصال بيني وبين بشير الجميل، وبيني وبين أمين الجميل، وبين ياسر عرفات وبين اليمين اللبناني من بشير إلى أمين إلى الغير. لماذا اليوم لا نستطيع أن نتحدث مع بعضنا البعض؟ نتكل على الدول الكبرى؟ ممتاز ومشكور الجهد الاستثنائي الجبار السعودي - السوري. لكن دخلت قوى ظلامية وعطلت، ماذا نفعل؟». وسأل: «ماذا نفعل إذا دخلت هذه القوى نفسها لاحقاً وعجلت في القرار الاتهامي؟ ماذا نفعل؟ علينا أن نتأكد من الخطوات ونتحاكى مع بعضنا البعض». وخاطب «بعض القوى في 14 آذار التي تدلي بتصريحات عن انه لم يكن هناك من اختراقات»، وقال: «أقول لها انه جرت اختراقات نوعية في ما خص المحكمة. لا أريد أن ادخل في التفاصيل، افصّل فقط عندما أتشاور مع دولة الرئيس سعد الحريري، لأن أسهل شيء في العالم هو الكلام الغوغائي أو الكلام الغامض، وأصعب شيء مواجهة الجمهور وقول الحقيقة له، لكن عندما تواجهون الجمهور وتقولون له الحقيقة، كما فعلت بعد 8 آب (أغسطس) الجمهور شيئاً فشيئاً يفهم ويؤيد».