افتتح وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري بحضور رئيس جامعة السوربون البروفيسور جان كلود كوليار، الأحد الماضي معرض الفن التشكيلي السعودي الذي تنظمه الوزارة في مقرها بالعاصمة الرياض، والذي يضم أكثر من (250) لوحة لنخبة من أبرز المبدعين والمبدعات الذين يمثلون مدارس فنية متنوعة من بينها المدرسة الواقعية والانطباعية والتعبيرية والتجريدية، إضافة إلى عدد من أعمال النحت. وأوضح العنقري أن تنظيم الوزارة هذا المعرض «يأتي في إطار حرصها على دعم المشهد الثقافي المحلي للوصول إلى المستوى المأمول، وهو الأمر الذي تقوم به على أكثر من مسار، وفي اتجاهات عدة لتقديم منتجاته بتنوعها المختلفة التي تشمل الكتاب والخط العربي والفن التشكيلي وغيرها إلى الجمهور المحلي والعالمي، عبر مشاركات الوزارة في معارض الكتب الدولية والأيام الثقافية والمؤتمرات العلمية والمهرجانات الطلابية». وكان وزير التعليم العالي ورئيس جامعة السوربون، دشنا في اليوم نفسه كرسي «حوار الحضارات» في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكرسي أخلاقيات وضوابط التمويل في جامعة الملك عبدالعزيز، بالتعاون مع جامعة السوربون التي تعد من أعرق الجامعات العالمية. ويأتي كرسي حوار الحضارات في إطار البحث عن مجالات للالتقاء بالآخر وإيجاد المنهجية المثلى للحوار معه، عبر الحراك الإنساني والهم المشترك، وتفعيلاً لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى إجراء حوار بين الحضارات انطلاقاً من الإيمان بالله. كما يأتي كرسي حوار الحضارات، أحد أهداف منتدى اللقاءات الدورية التي تجمع سعوديين وفرنسيين، ويحمل مسمى «الندوة السعودية الفرنسية لحوار الحضارات». ونظمت الوزارة اللقاء الأول لهذه الندوة في رحاب جامعة الملك سعود عام 2009، مؤكدة بذلك بداية هذه الندوة وترسيخ حضورها في المشهدين السعودي والفرنسي على السواء، كما وجّهت الوزارة بتنظيم اللقاء الثاني لهذه الندوة خلال يومي 15 و16 آذار (مارس) 2010 في رحاب جامعة السوربون - باريس1. واعتمدت الوزارة في عملية الاختيار إسهامات المشاركين في منابر الحوار والملتقيات العلمية والأدبية، فضلاً عن التخصصات المختلفة مع الأخذ في الاعتبار متطلبات المحاور التي تناولت عدداً من المجالات كالفكر والقانون والعلاقات الدولية والقضاء والآداب والفنون. وحرصاً من وزارة التعليم العالي على منهجية أعمال تلك الندوة وتحقيقاً لأهدافها، فقد اقترحت بالتشاور مع مسؤولي جامعة السوربون - باريس1 والمختصين أن ينعقد اللقاء الثاني للندوة من منطلق «تشييد القيم المشتركة»، وبمحاور خمسة تتلمس حاجة الإنسانية إلى أجوبة وبحث في أسئلة كبرى على بعض النظريات مثل مقولة «صراع الحضارات» للباحث «هنتنجتون» وإشكالياتها ومدى تركيزها على التصادم والمواجهة عوضاً عن التبادل والمشاركة، إذ خصصت الندوة محوراً خاصاً عمّا إذا كانت هذه المقولة حقيقة أم وجهة نظر فكره. وشكّل اللقاء انطلاق أولى خطوات إيجابية نحو تنفيذ توصياته التي انبثقت من عمق الأوراق العلمية، المقدمة من المشاركين السعوديين والفرنسيين على السواء، وكانت في مجملها توصيات تحقق أهداف الندوة وتعزز دور الجامعات في البلدين لتحقيق الحوار وفضائه المشترك. ومن قبيل تلك التوصيات العمل على إنشاء «كرسي حوار الحضارات» في جامعة السوربون - باريس1 بالشراكة مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، ويُديره مختصون سعوديون وفرنسيون بالتنسيق مع الملحقية الثقافية، ويعمل هذا الكرسي على ما يلي: إيجاد بيئة ملائمة للبحث والتطوير في مجال الكرسي، بهدف توطيد العلاقات بين الشعوب ولا سيما الشعبين السعودي والفرنسي. دعم المعرفة المتخصصة في مجالات التواصل الثقافي وحوار الثقافات من الماضي إلى الحاضر، والتركيز على الجوانب المضيئة في الماضي والحاضر. إجراء البحوث والدراسات في مجال الكرسي في الجامعتين بهدف الإجابة عن التساؤلات العلمية في كلا البلدين حول مجال الكرسي. ويسعى كرسي حوار الحضارات إلى إيجاد النهج والوسائل والكفاءات الملائمة للبحث في المجالات الاختصاصية، وتصب نتائجها في سياق الجهود الساعية إلى دعم وسائل وآليات الحوار. إضافة إلى دعم المعرفة المتخصصة في مجال دراسات الاتصال الثقافي، وحوار الحضارات، وتطوير الممارسات التطبيقية في هذا المجال.