مثل آكل النمل يأكل سائق المركبة في الرياض الكثير من المطبات الصناعية والطبيعية وتلك الافتراضية، ميزة آكل المطبات أن كل عضو في الجسد يأخذ حقه منها كاملاً من عظام الرقبة إلى الكعبين، حتى بالتعبير الشعبي هي أكل يقول لك رفيقك «وأكلت مطب»! ومن كثرة الأكل اليومي لها، يمكن استخدامها عنصراً محورياً في استراتيجية الأمن الغذائي، لدينا منها مخزون استراتيجي في غاية الإشباع، ويقترح أن تصنف لها أطباق بحسب نوع المطب يمكن الاستعانة بقنوات الأكل ومهرجاناته، لها جانب إيجابي فهي تسد النفس وتقلل من شهية الاستهلاك هذا فيه ترشيد وحزم للمعدة يتوافق مع تحذيرات انتشار السمنة بحسب حملة «من قدك» وتداعيات ارتفاع أسعار المواد الغذائية. يدس آكل النمل خرطومه بين الشقوق وتحت جذور الأشجار في اتجاه دائم إلى أسفل بحثاً عن نملة غافلة لشفطها، في حين ينتفض آكل المطبات صعوداً إلى أعلى، وكأنه يركب «كمبريشن»، يشفطة المطب ويخلطه كعصير كوكتيل، يستوعبه وهو داخل المركبة، يتأرجح مثل كرة في صندوق مرتج، مطب في مطب، كم مطباً أكلته في حياتك؟ المطبات الاسفلتية لا الاجتماعية والاقتصادية لو جمعتها ستجد أن حياتك حافلة بالمطبات، مطبات بالصدفة تقع فيها ومطبات تسير «يدزك» إليها إعلان معسول. «حمرت» أمانة مدينة الرياض العين على محلات المساج والتدليك، في الصوالين والأندية الرياضية لأسباب أخلاقية ونظامية، وهو أمر محمود سبق وأن طالبت بالاهتمام به إلا أنها تغافلت أو غفلت عن جيوب أخرى وأمور، جيوب فيها ما فيها وأمور هي من الجذور، من الجيوب الكامنة المشاغل النسائية والتلميح هنا يكفي عن التصريح، أيضاً أدوار جهات حكومية أخرى مثل رعاية الشباب ووزارة الصحة. أما الجذور فإن لحاجة التدليك والعلاج الطبيعي كذلك المساج أسباب منها المطبات، «أعرف رجلاً خنعت رقبته من مطب»، خففوا من الأسباب، بأقل التكاليف، فإذا كانت أمانة مدينة الرياض لا تهتم كثيراً بالتكاليف لأجل تجميل العاصمة «بحسب تصريح سابق» استعين به على علاته، أقول السلامة أولاً.. السلامة أولاً، للإنسان وتالياً للمركبة، الحاجة للمطبات الصناعية حقيقة، وعشق البعض لها قائم، إنما الأمر بسيط جداً، وغير مكلف، سطل طلاء فسفوري لكل مطب، هذا السطل البسيط الكلفة سيكون لو وضع في موضعه إشارة إلى اهتمام حقيقي ليس بجمال المدينة بل بسلامة أعضاء وعظام وعصاعص سكانها وسلامة نفسياتهم وتالياً مركباتهم. أنسنة المدينة تحتم وضع الإنسان أولاً. www.asuwayed.com