يحتل مسجد العمرة مكانة مهمة بين مساجد مكةالمكرمة التاريخية، فهو أحد مواقيت الإحرام لأهلها والأقرب لمسجدها الحرام، ويقع على بعد ستة كيلومترات عنه، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة بالخروج له للإحرام للعمرة في حجة الوداع، لذا حمل اسمها. وروي عن عائشة قالت: نزل النبي المحصب (اسم مكان)، فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر، فقال: «اخرج بأختك من الحرم إلى التنعيم فلتهل بالعمرة، ثم لتطف بالبيت، فإني أنتظركما هاهنا»، قالت: فخرجنا فأهللت، ثم طفت بالبيت وبالصفا والمروة، فجئنا رسول الله وهو في منزله في جوف الليل، فقال: «هل فرغت؟» فقلت: نعم، فأذن في أصحابه بالرحيل، فخرج فمر بالبيت فطاف به قبل صلاة الفجر، ثم خرج إلى المدينة. ويسمى أيضاً مسجد التنعيم لوقوعه في حي التنعيم بعد نهاية حد الحرم من جهة المدينةالمنورة. والتنعيم يقع شمال غربي مكةالمكرمة، وجرت تسميته بحسب الروايات لأنه يشرف في الجنوب الغربي على جبل يسمى نعيم والمقابل له في الشمال الشرقي يدعى ناعم، وهذه الأسماء لم تعد متداولة حالياً. وقال المؤرخ الباحث الدكتور تنضيب الفايدي إن «التنعيم حي من أحياء مكةالمكرمة حالياً، وهو بين سرف ومكة، وذكره الحموي في موضع بمكة في الحل، ويعتبر ميقات من أراد العمرة من أهل مكةالمكرمة، وتسمى عمرته عمرة التنعيم تميزاً لها، وأصبح الآن حياً جميلاً». وكان أول من عمر المسجد أمير مكة عبد الله أبي العباس زمان الخليفة المتوكل في العام 240ه، وكلنه هدم لاحقاً، حتى أصبح المعمرين يحرمون من صحراء خاوية. فيما أعيد بناءه لاحقاً. وشهد المسجد عمليات تجديد وتوسعة على مساحة 84 ألف متر مربع تشمل المرافق التابعة له، أما مساحة المسجد فهي 6 آلاف متر مربع. ولا تتوقف حركة المعتمرين في المسجد جيئة وذهاباً طيلة العام، وخصوصاً في المواسم، وتظل أبوابه مفتوحةً على مدار الساعة، من دون أن تُطفأ أنواره ليلاً، مُشكلةً علامة فارقة يستدل بها قاصدوه. ويميز المسجد عن سواه الأبواب والنوافذ المرتفعة، إذ شيد على أحدث طراز معماري روعي فيه الإصالة والتاريخ ليمازج بين المعمار الإسلامي الحديث والزخارف الأثرية القديمة. وقال الداعية في مركز الدعوة والإرشاد التابع لمسجد فريج المحمادي إنه من المواقع العظيمة في تاريخ الإسلام، وبات معلماً بارزاً لا تخطئه أعين المعتمرين والحجاج. وأوضح المحمادي أن الدعاة التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد استطاعوا من خلال الأكشاك التي خصصت في الموقع تبصير الكثير من المعتمرين بأمور دينهم وتبيان أحكام العمرة، ولفت إلى أنهم وزعوا كميات كبيرة من الكتيبات الدعوية والإرشادية باللغات كافة لنصح المعتمرين وإرشادهم إلى الأحكام الشرعية المتعلقة بشعيرة العمرة.