في الوقت الذي لا تتوقف فيه حركة المعتمرين جيئة وذهابا بمسجد السيدة عائشة بالتنعيم بمكةالمكرمة طيلة العام، خاصة في المواسم، تظل أبواب المسجد مفتوحةً على مدار الساعة، دون أن تُطفأ أنواره ليلاً، مُشكلةً علامة فارقة يستدل بها قاصدو المسجد. ويميز المسجد عن سواه الأبواب والنوافذ المرتفعة، حيث شيد على أحدث طراز معماري روعي فيه الإصالة والتاريخ ليمازج بين المعمار الإسلامي الحديث والزخارف الأثرية القديمة. كما يعد المسجد ميقاتا للعمرة، خاصةً لأهل مكة المُحيطين بالحل ومن أراد تكرار العمرة أو التمتع بالحج والعمرة، وذلك منذ أن أرادت السيدة عائشة، رضي الله عنها، أن تأتي بعمرة عقب فراغها من أداء شعيرة الحج مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع. ويذكر أن الرسول- صلى الله عليه وسلم - أمر أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما، أن يرافقها إلى الحل خارج الحرم، فجاء عبد الرحمن بالسيدة عائشة، رضي الله عنهما، إلى موقع المسجد الحالي المعروف بالتنعيم، حيث أحرمت بنية العمرة لتعود أدراجها للمسجد الحرام برفقة أخيها لتؤدي شعيرة العمرة. ومنذ ذلك الوقت عظم المكان في نفوس المسلمين واعتادوا على ارتياده والإحرام منه بقصد العمرة على مدار العام. وعلى الرغم مما يشهده المسجد من حركة دؤوبة لا تنقطع ليلاً ونهارا إلا أن خدمات المرافق التابعة له تفي بالحاجة، فإلى جانب أماكن الوضوء والاغتسال المُخصصة للجنسين هناك مسطحات خضراء يطل عليها. ومن يزر المسجد يجد أنه زود من الجهة الشرقية بمراجيح وزلاجات للترفيه عن الأطفال الذين يأتون بصحبة ذويهم، سواء من المعتمرين أو سكان الأحياء المجاورة. ومع توسع حركة التجارة بالمنطقة برزت مجموعة من المطاعم وأماكن بيع الوجبات السريعة والأسواق التجارية بجانب أكشاك لبيع الإحرام وكذلك المشروبات، كما تصطف عشرات حافلات نقل الركاب بباحة المسجد جاعلةً وصول المسجد ومغادرته للمسجد الحرام أمرا يسيرا للغاية وفي أي وقت، دونما عناء ومشقة. بدوره، أشار الداعية بمركز الدعوة والإرشاد التابع لمسجد السيدة عائشة، رضي الله عنها، بالتنعيم الشيخ فريج المحمادي إلى أن مسجد التنعيم من المواقع العظيمة في تاريخ الإسلام. وأوضح أنه بات معلما بارزا لا تخطئه أعين المعتمرين والحجاج، مما أتاح لهم الاستفادة من خدمات تشرف عليها جهات رسمية عدة حرصت على تهيئة المسجد ومرافقه وجعله جاهزا باستمرار لاستقبال وفود المعتمرين والحجاج ممن يرغبون في التمتع بالحج والعمرة. وأفاد بأن الدعاة التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد استطاعوا من خلال الأكشاك التي خصصت بالموقع تبصير الكثيرين من المعتمرين بأمور دينهم وتبيان أحكام العمرة وحثهم على ترك بعض الأمور المبتدعة التي ليست من السنة في شيء. ولفت إلى أنهم نجحوا في توزيع كميات كبيرة من الكتيبات الدعوية والإرشادية بكافة اللغات لنصح المعتمرين وإرشادهم إلى الأحكام الشرعية المتعلقة بشعيرة العمرة.