أعلنت جماعة سودانية غير معروفة تمرداً على حكومة السودان الشمالي وسط البلاد، وهي منطقة قريبة من العاصمة الخرطوم، ولم يكن متوقعاً أن تشهد مواجهات مع حكومة الرئيس عمر حسن البشير. وقالت جماعة سمت نفسها «الجبهة الثورية لأبناء الإقليم الأوسط - كتائب أبناء وشباب المزارعين»، في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه، إنها أضرمت النار في خمسة آلاف هكتار من مزارع قصب السكر التابعة لشركة السكر الحكومية في المنطقة، التي تضم عاصمة أول مملكة عربية إسلامية للسودان، وهي سنار. واتهم البيان حكومة الخرطوم بممارسة ما سماه «تهميشاً مبرمجاً» للإقليم الأوسط، الذي يقع فيه أيضاً أكبر مشروع زراعي في أفريقيا، وهو مشروع الجزيرة لإنتاج القطن. وحذّر من أن ذلك «لم يترك مجالاً آخر غير المواجهة». ووصف البيان حرق الخمسة آلاف هكتار من مزارع القصب - الذي لم تؤكده مصادر مستقلة ولم تتحدث عنه الحكومة الشمالية - بأنه «تأكيد مباشر لقدرة كتائبنا على انتزاع حقوق أهلنا بالوسائل المتاحة كافة». وأضاف أن الإقليم الأوسط لم يحظ بتنمية مستدامة، ولم تطاوله سوى «سياسات الخصخصة غير المدروسة التي حولت القومي من المشاريع إلى قطاع طفيلي». وأشار إلى تردي قطاع الخدمات، واستشراء الفساد المالي والإداري، وتدني الأداء المهني. وحذر البيان من أنه «انطلقت شرارة ثورة لاسترداد الحقوق المهضومة في الإقليم الأوسط»، وتوعد بأن تمتد «يد الثورة لكل ذرة في تراب الإقليم». وحمل البيان تاريخ التاسع من كانون الثاني (يناير) الجاري، الذي صادف بدء الاقتراع في استفتاء الجنوبيين على تقرير مصيرهم. ويُعتقد أن أبناء ولاية شمال كردفان المتاخمة لدارفور يستعدون لشن هجمات على أهداف حكومية في ولايتهم الغنية بالثروات الطبيعية، والتي تعول حكومة الخرطوم على أن توفر محاصيلها كالصمغ العربي والذرة والسمسم والفول السوداني والكركدي نحو 70 في المئة من موازنة الدولة الشمالية.