قررت الشرطة الاتحادية أمس استئناف القتال في المحور الجنوبي للموصل لكسر تحصينات داعش» في المدينة القديمة، بعد تعثر تقدمها من الشمال، فيما أعلنت قوات «الحشد الشعبي» سيطرتها على المزيد من القرى غرب نينوى في محاذاة الحدود السورية. وتخوض القوات العراقية منذ أيام معارك صعبة لاستعادة ما تبقى من جيوب ل «داعش» في حيي الشفاء والزنجيلي والتقدم من الجهة الشمالية لإكمال الطوق على المدينة القديمة. وأعلن قائد «الشرطة الاتحادية» الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس، أن قواته «هاجمت بإسناد جوي دفاعات داعش من الجهة الجنوبية للمدينة القديمة، وحاصرت الإرهابيين في باب الجديد وقتلت سبعة منهم»، ولفت إلى «العثور على سجن للتنظيم في حي 17 تموز المحرر وفيه غرف للتعذيب وثلاث جثث تعود لرجلين وامرأة قتلوا بطريقة وحشية قبل إحراق الإرهابيين السجن». وأفاد ضابط في الشرطة «الحياة» بأن «عناصر داعش يقاتلون على شكل مجموعات صغيرة ويشنون عمليات كر وفر متنقلين من منزل إلى منزل بواسطة فتحات لإيهام قواتنا بوجود أعداد كبيرة منهم». وأضاف أن «العدو يحاول إشغالنا وكسب الوقت عبر المناورة، ووضع الكمائن داخل الأزقة الضيقة، وكذلك أسلوبه المعتاد في منع المدنيين من النزوح نحو المناطق الأكثر أمناً، ما أجبر القوات على الحذر من الاندفاع والتراجع أحياناً تجنباً لوقوع خسائر وسط المدنيين»، واستدرك أن «مسألة القضاء على آخر جيوب الإرهابيين مسألة وقت، والموصل محررة وفق المنطق العسكري». وأفاد سكان فارون من مناطق الاشتباكات بأن «عشرات المدنيين قتلوا بالقصف المتبادل، واستهداف مسلحي داعش كل من يحاول الفرار صوب القوات الأمنية»، مشيرين إلى أنهم «شاهدوا جثث مدنيين تحت الأنقاض وبعضها ملقى في الشوارع وداخل الأزقة». وأكد «المرصد العراقي للحريات الصحافية» «فقد صحافي أثناء تغطيته المعارك قرب حي الزنجيلي الذي يشهد نزوحاً كثيفاً». وقال مسؤول في منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» إن «حياة الأطفال معرضة للخطر، وهناك 100 ألف يرزحون في ظروف بالغة الخطورة في المدينة القديمة ومناطق أخرى غرب الموصل، وهم عالقون، ويتعرضون لخطر الموت والإصابة، كما يُستخدمون دروعاً بشرية، ويشهدون عنفاً فظيعاً لا يجدر بإنسان أن يشهده، وقد أجبروا في بعض الحالات على المشاركة في القتال والعنف»، وتفيد تقارير المنظمة بوجود نحو 170 ألف مدني محاصر في مناطق القتال. في غرب نينوى، أعلنت «منظمة بدر» أحد فصائل «الحشد الشعبي» في بيان أمس، أن قواتها «بدأت ليلة الأحد عملية أمنية في شمال غربي قضاء البعاج، وتمكنت من تحرير قرى بئر أصيبعي، وعالية، وشرجي الراوي، وحمد المدلول، ومرزوكة (قرب الحدود)، وتومان، ورقبة الفرس، وخربة العريضة، وطالعة المركب الواقعة شمال غربي القضاء، وقتلت أكثر من 37 إرهابياً وفجرت 8 انتحاريين». وأضافت أن «قواتنا مازالت تواصل تقدمها لتحرير ما تبقى من الحدود العراقية السورية باتجاه معبر الوليد، وقد هرب العشرات من الإرهابيين إلى القرى السورية المحاذية».