أخيراً حدث ما كنّا نتوقعه ورحل البرتغالي خوزيه بيسيرو عن تدريب المنتخب السعودي لكرة القدم، عقب الخسارة أمام المنتخب السوري الشاب في كأس أمم آسيا 2011.. ولا يختلف اثنان على أن إقالة بيسيرو قرار صائب قياساً على نتائجه مع المنتخب، كما لا نختلف ايضاً على أن قرار رحيله برهن غياب الاستراتيجية في عمل المسؤولين عن المنتخب، بدليل أن اتحاد كرة القدم تراجع سابقاً عن إقالة بيسيرو بعد الاقصاء من تصفيات كأس العالم 2010، بداعي أن خبراء لجنة التطوير طالبوا ببقاء المدرب، بعدما أكدوا أنه خير من يقود «الأخضر» في المرحلة المقبلة بحسب تصريحات تلفزيونية لنائب رئيس اتحاد كرة القدم، ما يعني أن لجنة الخبراء بحاجة أيضاً للاقالة على اعتبار أنهم منحوا تزكيتهم لمدرب غير قادر على قيادة المنتخب! ولا نعلم حقيقة ما حدث ليلة مباراة المنتخب السعودي أمام نظيره السوري، خصوصاً أن رئيس اتحاد كرة القدم قال إنه تحدث إلى المدرب بشأن الأمور الفنية والتكتيكية وناقشه باستفاضة قبل أن يؤكد للشارع الرياضي أن التشكيلة ستكون الأنسب لخوض المباراة. تمنينا أن يتحمّل صاحب قرار التشكيلة والتكتيك المسؤولية كاملة، خصوصاً أن الأمور أصبحت واضحة أمام الشارع الرياضي من خلال تصريحات المسؤولين عن المنتخب واعترافهم بالتدخل ومناقشة المدرب في طريقة عمله وحتى الاشراف على اختيار الاسماء التي خاضت المباراة!... رئيس اتحاد كرة القدم كان يعلم بالتشكيلة «الغريبة» التي خاضت مباراة سورية والأسماء المتهالكة التي وجدت لها مكاناً في الملعب دون مبرر، ومع ذلك منح بيسيرو الضوء الأخضر، هذا إذا افترضنا أن بيسيرو هو من اختار التشكيلة! الخسارة أمام سورية صنعتها ثقافة التعامل مع مدربي المنتخب خلال العقد الماضي، حتى أصبح من المألوف أن يحضر رئيس اتحاد كرة القدم أو نائبه في تدريبات المنتخب، قبل أن يجتمع أحدهما مع المدرب داخل منطقة الجزاء أو في دائرة المنتصف وأمام عدسات التلفزيون لمناقشة المدرب في كل صغيرة وكبيرة، ما جعلنا نتساءل لماذا لا يتولى المسؤولون عن المنتخب مهمة تدريب الفريق طالما أنهم يمتلكون القدرة على تقويم عمل المدرب وطريقة اللعب التي ينتهجها؟ ودون مبالغة لم أشاهد في حياتي مسؤولاً عن منتخب يناقش مدرباً في التكتيك أو التشكيلة إلا في بلادنا، وأتحداكم أيضاً أن تكونوا شاهدتم رئيس اتحاد يجلس مع المدرب في أرضية الميدان لمناقشة الخطة! مع الأسف لا نمتلك استراتيجية، ولم نعد نستطيع التعاطي مع هذا المسمى، حتى بلغنا مرحلة «لطّخنا» فيها تاريخ الكرة السعودية بدم بارد، دون أن نفعل شيئاً لتغيير الحال بخلاف استدرار عطف «الفيفا» لتغيير معايير التصنيف العالمي للمنتخبات من أجل أن نرتقي من المرتبة ال 81 إلى ال40، فذلك أصبح مرامنا... وبعدما عجزنا عن تحقيق التقدم في الميدان أصبحنا نركض لتحقيقه على الورق. عموماً نحن بحاجة إلى المصارحة عقب انتهاء كأس آسيا، وبحاجة إلى الشفافية لتحديد المسؤولية بحسب الأدوار، إذ ليس من المنطق أن يكون بيسيرو وأنغوس وباكيتا وغيرهم من المدربين هم سبب انتكاسة الكرة السعودية، بينما يبقى المسؤولون بعيداً عن المسؤولية! [email protected]