من هو الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني؟ وهل هو شخصية حقيقية أم وهمية؟ سؤال تردد بكثافة خلال الساعات ال24 الماضية، وحملت الإجابة عليه انقسامات عدة، بين فريق يرى أنه شخصية حقيقية، مستنداً إلى ظهوره في تعليقات صوتية عبر قنوات فضائية عربية، وإصداره البيان الصحافي الشهير الذي انتقد فيه السياسة القطرية واعتذر خلاله إلى شعوب دول خليجية وعربية عن الإساءات القطرية، وبين فريق آخر يرى أنه شخصية وهمية، مؤكداً أن الصورة التي يرفقها في حواراته لا تعود إليه، بينما يرى فريق ثالث أنه يخفي اسمه الأول رغبة في حماية مقربين منه، في حين يرى فريق من المعارضة القطرية في الخارج أنه شخصية مجندة من الدوحة للعب أدوار استخباراتية. «الحياة» التي أجرت حديثاً هاتفياً مطولاً ومسجلاً - تحتفظ به - مع الشيخ سعود بن ناصر، امتد إلى نحو ساعة وعشر دقائق، تحدث خلاله عن مؤسسة الحكم القطرية، وكشف فيه عن تفاصيل حول آلية اتخاذ القرارات في الدوحة، والانقسامات داخل الأسرة الحاكمة وتفاصيل في قضايا داخلية في قطر، ارتأت تأجيل نشره على رغم اكتماله لحين زيارته مكاتب الصحيفة، أو التقائه أحد مراسليها، على رغم إبدائه الاستعداد الفوري لتزويد الصحيفة بوثائق إضافية يمتلكها عن «البيت القطري» من الداخل. ومع تصاعد الأزمة القطرية، بعث المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة بخطاب إلى «الحياة» أمس، أكد خلاله أنه لم يقم بالتواصل مع سعود بن ناصر ولم يدعه إلى زيارة الدوحة، وقال: «إن الخبر الذي نشرته الصحيفة عن تلقي معارض قطري اسمه سعود بن ناصر آل ثاني اتصالاً مني ومن «مسؤولين قطريين» لزيارة الدوحة لبحث أمور شتى متعلقة بسياسات قطر ودول الخليج، غير صحيح وأنفي هذا الأمر تماماً». وأضاف: «لا أعرف شخصاً اسمه سعود بن ناصر آل ثاني، ولم أسمع به من قبل، ولم أتصل به بالتأكيد، كما أنني لست مستشاراً في الديوان الأميري، وليس لي مهمات من هذا النوع». وتابع: «لا أعرف شيئاً عن الهيئات التي ذُكرت، مثل مكتب تنفيذي، وغيره، وأشك في وجودها»، مضيفاً: «من نافلة القول أنني لا أمتلك طائرة خاصة، فأنا باحث وكاتب ومدير مركز أبحاث، والخبر برمته عار من الصحة». وفي حين أشار سعود بن ناصر أمس إلى أنه وصل إلى الدوحة، وأنه سلم رمز دخول حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي إلى ثلاثة أشخاص، منهم الأمير خالد بن عبدالله بن فهد، إلا أن الأخير سارع في نفي ذلك، وأكد أنه لا تربطه أية علاقة به، فيما لا يزال المعارض سعود آل ثاني الذي لم يتسن الاتصال به أمس، يربك المشهد القطري مع كل ظهور بين وقت وآخر.