رفضت جمعية تحفيظ القرآن الكريم في محافظة جدة إلحاق 1070 معلماً سعودياً من معلمي التربية الإسلامية، رشحوا أخيراً من إدارة التربية والتعليم في المحافظة للعمل في حلقات التحفيظ الموزعة في مساجد المحافظة الساحلية، بحجة أن غالبيتهم يفتقد التأهيل والإتقان والإجادة اللغوية، فضلاً عن الشروط الأساسية الواجب توافرها في معلم القرآن والعاملين في هذا المساق. وكشف المتحدث الرسمي في جمعية تحفيظ القرآن الكريم في محافظة جدة ضيف الله الحقوي ل«الحياة» عدم انطباق الشروط الواجب توافرها في محفظي القرآن وتدريسه على جميع المعلمين المرشحين البالغ عددهم 1070 معلم، بسبب أن غالبيتهم ليسوا مؤهلين في الأساس تأهيلاً علمياً يجعلهم قادرين على تعليم وتحفيظ القرآن وفق أسسه وطريقته العلمية الصحيحة، إضافةً إلى أن غالبيتهم يقطنون في مناطق نائية جداً عن منطقة مكةالمكرمة، وهي لا تستطيع تسليمهم الحلقات كونها تعتبر تحفيظ القرآن وتدريسه أمانةً لا يمكن إيلاؤها كائناً من كان. وأشار إلى أن اللجنة الموكلة بفرز وتطبيق الشروط على المعلمين رفضت رفضاً باتاً إلحاق أي معلم من هؤلاء المعلمين بحلقات التحفيظ، عدا خمسة منهم استطاعوا اجتياز الاختبارات بنجاح، وتوافرت فيهم الشروط، وكانت لديهم الرغبة الفعلية في الانخراط داخل الحلقات. وكانت إدارة «تعليم جدة» وبعد اجتماع عقدته مع إدارة جمعية تحفيظ القرآن في منطقة مكة رشحت قرابة 1070 خريجاً من خريجي التربية الإسلامية كانوا تقدموا لها منذ فترة بطلب إلحاقهم بوظائف تعليمية، للعمل داخل حلقات التحفيظ التابعة للجمعية. وعاد الحقوي ليؤكد أن اللجنة المكلفة باختبار المعلمين المرشحين من إدارة تعليم جدة فوجئت أن جل المتقدمين كانوا من مناطق تبعد مئات الأميال عن منطقة مكةالمكرمة، إضافةً إلى أنهم في الأصل باحثو وظائف شاغرة، ما جعل اللجنة تتراجع عن ترشيح أي معلم ليس من داخل المنطقة، كونها تعتبر تعليم القرآن وتحفيظه أمانةً ليس من السهل إيلاؤها لأي شخص مهما كان. وقال: «وصلت اللجنة إلى 35 معلماً فقط من كل الأعداد المرشحة، ممن ينطبق عليه شرط الإقامة داخل المنطقة، لكن على الجانب المقابل لم يستطع تجاوز اختبارات الأهلية والتجويد من كل ذلك العدد إلا خمسة أو ستة معلمين فقط»، مشيراً إلى أن المجتازين (المعلمين الخمسة) للاختبارات تم إلحاقهم بحلقات التحفيظ. وهم منخرطون حالياً في العمل داخلها. واعترف بوجود عوائق عدة لدى جمعيته في إحلال المعلمين السعوديين بدلاً من المعلمين غير السعوديين في حلقات التحفيظ، مستدركاً بأنها تعمل جاهدةً على تطبيق عملية الإحلال هذه، كما أنها ترحب بسعودة كامل طواقمها العاملة من موظفين وعاملين، ملمحاً إلى أن رفع المكافآت المادية يعد من أبرز العوائق التي تواجه الجمعية في عمليات إحلال معلمين سعوديين بدلاً من الوافدين. وفيما وصف النظام المعمول به داخل الجمعية في ما يخص المكافآت المالية أو الرواتب الشهرية للمدرسين والحفاظ، بالصعب وغير المقنع خصوصاً للمعلمين السعوديين، عزا السبب في ذلك إلى أن النظام يتوقف عن منح المعلم المتعثر أو غير المنفذ للإنتاجية المنصوص عليها مكافأته أو راتبه الشهري، إذ ربما يمتد هذا الإيقاف شهراً أو شهرين وفقاً لتقدم إنتاجيته في تخريج الطلاب الحفّاظ أو تأخرها، مشدداً على أن هذا النظام لن يروق كثيراً المعلمين، خصوصاً السعوديين منهم.