أعادت روسيا أمس خلط الأوراق في جنوب سورية وجنوبها الشرقي، بعد يوم من تصعيد موقفها من التهديد الأميركي بوقف تقدم القوات النظامية السورية نحو معبر التنف على الحدود مع العراق. وهاجمت طائرات روسية فصائل معارضة مدعومة من الأميركيين كانت تتقدم نحو مواقع القوات النظامية وميليشيات شيعية موالية في ريف حمص الجنوبي الشرقي، بالتزامن مع إعلان موسكو أنها استخدمت «صواريخ مجنحة» أُطلقت من سفينة وغواصة في المتوسط نحو مواقع لتنظيم «داعش» شرق تدمر بريف حمص الشرقي، في استهداف يبدو أنه يندرج في إطار مساعدة القوات النظامية للوصول إلى بلدة السخنة ومنها إلى دير الزور لفك الحصار عنها. وتحدث ناشطون مساء عن وصول رتل يضم مدرعات ودبابات وسيارات ترفع العلم الروسي إلى مدينة درعا حيث تُسجّل منذ أيام حشود للجيش النظامي وميليشيات تؤيدها لإطلاق معركة وشيكة ربما تهدف للوصول إلى الحدود الأردنية وإعادة السيطرة على معبر نصيب (للمزيد). وتقدمت «قوات سورية الديموقراطية» أمس إلى نقاط جديدة عند المدخل الشرقي لمدينة الرقة، وسيطرت على قرى وبلدات انسحب منها «داعش». وشدد رياض حجاب منسّق «الهيئة العليا للمفاوضات» في المعارضة السورية، في تصريحات إلى «الحياة»، على ضرورة استمرار المفاوضات تحت مظلة الأممالمتحدة في جنيف وليس في آستانة. وقال حجاب الذي التقى في باريس كبار المسؤولين الفرنسيين والمبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا: «لم تتبلور استراتيجية أميركية حول سورية. وفق ما فهمنا، الأولوية لمكافحة الإرهاب ومناطق آمنة للحد من نفوذ إيران، ومن ثم الانتقال السياسي». ورفض ما تقرر في اجتماعات آستانة (مناطق تخفيف التوتر)، قائلاً إن إيران «جزء أساسي من المشكلة، بالتالي لا يمكن أن تكون ضامناً ومراقباً لوقف النار». وحذّر من «تغيير ديموغرافي» في سورية، قائلاً إن «إيران والنظام يعملان على إفراغ مناطق من سكانها وإحلال سكان مكانهم... هم ينقلون للأسف شيعة من مكان إلى مكان. هناك قدوم كثيف للشيعة العراقيين والأفغان والباكستانيين إلى سورية». في غضون ذلك، نقلت وكالة «سمارت» عن ناشطين تأكيدهم «وصول رتل عسكري جديد يضم مدرعات ودبابات وسيارات ترفع العلم الروسي إلى مدينة درعا»، لكن ليس واضحاً ما إذا كان الرتل روسياً بالفعل، علماً أن موسكو نشرت قوة صغيرة الشهر الماضي في محافظة السويداء المجاورة. لكن «شبكة شام» أشارت، من جهتها، إلى «حشود كبيرة يزج بها (النظام) باتجاه درعا المدينة بشكل غير مسبوق، حيث تشهد المنطقة كثافة كبيرة في الأرتال القادمة من دمشق وحلب وريف حماة... وسط حضور كبير للميليشيات الشيعية المدعومة من إيران». وحذّرت من خطر وصول ما سمّته «البدر الشيعي» إلى حدود الأردن. في غضون ذلك، نقلت «رويترز» من عمّان عن فصائل في «الجيش الحر» المدعوم من الغرب، أن طائرات روسية هاجمتها لدى محاولتها التقدم في مواجهة مسلحين مدعومين من إيران في منطقة صحراوية جنوب شرقي سورية. وأضافت أن ست مقاتلات قصفت مواقعها أثناء تحركها صوب حاجز ظاظا قرب بلدة السبع بيار الصغيرة القريبة من الطريق السريع الواصل بين دمشق وبغداد والحدود مع العراقوالأردن. وحددت الفصائل أن الطائرات روسية لأنها كانت تحلق في تشكيلات وعلى ارتفاع أعلى من الطائرات السورية. وقال سعد الحاج الناطق باسم «جيش أسود الشرقية» التابع ل «الحر» ل «رويترز»: «قام سرب مقاتلات روسية بقصف الثوار لمنعنا من التقدم بعد أن كسرنا خطوط الدفاع الأولى للميليشيات الإيرانية وسيطرنا على مواقع متقدمة بالقرب من حاجز ظاظا والسبع بيار في البادية السورية». وقال الحاج إن أياً من مقاتليه لم يقتل في الغارة. أما سيد سيف، وهو مسؤول آخر في «الجيش الحر» من فصيل «أحمد عبدو» فقال، إن الطائرات الروسية قصفت قوات المعارضة عندما بدأت اجتياح دفاعات المقاتلين المتحالفين مع قوات الحكومة. وسيطرت القوات النظامية وميليشيات مؤيدة على نقطتي تفتيش ظاظا والسبع بيار الشهر الماضي لوقف تقدم «الجيش الحر» في أراض استراتيجية أخلاها «داعش». وقصفت طائرات تابعة للتحالف مسلحين موالين للحكومة السورية تدعمهم إيران يوم 18 أيار (مايو) الماضي، أثناء محاولتهم التقدم جنوب حاجز ظاظا باتجاه التنف قرب مثلث الحدود السورية - الأردنية - العراقية.