توالت االتعليقات على كلام رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ل «الحياة» اول من امس، وعرض الرئيس ميشال سليمان أمس في بعبدا المستجدات السياسية مع وفد من كتلة «نواب زحلة»، الذي نوّه ب «الخطوات الدائمة ومساعي رئيس الجمهورية المستمرة والهادفة الى إيجاد حل توافقي لإنهاء الأزمة الراهنة»، كما أكد أعضاء الوفد لسلميان «ضرورة عودة الحياة الى المؤسسات الدستورية ولا سيما التئام جلسات مجلس الوزراء لما لهذا الأمر من خير على الوطن والمواطن على حد سواء»، وفق معلومات موقع «ناو ليبانون» الإخباري. وفي المواقف، رأى وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ أن ليس لدى حزب الكتائب «أي علم بأي تسوية تمّت»، لافتاً إلى أن «الكتائب تدعم تماماً الحريري على أساس مبادئ واضحة»، وقال: «نعلم أنه ليس في وارد تقديم أي تنازل من دون التنسيق الوثيق معنا»، مذكّراً بأن «التنازلات السابقة التي قدّمها الحريري لم يقابلها خطوات مهمة من الفريق الآخر لمصلحة لبنان». ورأى الصايغ في حديث الى «ام تي في»، أن «الحريري قدّم الكثير من أجل تنفيذ البيان الوزاري لكنّه لم يلقَ تجاوباً»، لافتاً إلى أن «افتعال قضية شهود الزور بدأ مع صدور الاستنابات القضائيّة السوريّة». واعتبر أن «الاستراتيجية التي يعتمدها حزب الله هي استراتيجية توصل مباشرةً إلى غالب ومغلوب وكأنه مطلوب من سعد الحريري أن ينتحر». وأعلن الوزير وائل ابو فاعور أن هناك «ايجابية في الجدل السياسي الذي قام في اليومين الفائتين، والجميع يتبنى منطق التسوية، ولكن الخلاف حول التوقيت». وقال في حديث الى «وكالة الأنباء المركزية»: «الاستنتاج واضح وجلي من النقاش السياسي الدائر في لبنان، حققت الجهود العربية تطوراً كبيراً ويبقى أن هناك جهداً لبنانياً يجب ان يبذل من قوى سياسية لملاقاة الجهود العربية، وهذا يؤكد ما سبق ودعا اليه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط من ضرورة بذل جهد على المستوى الداخلي لإيجاد الأرضية اللبنانية المناسبة لتلقف المسعى العربي». ولفت الى ان «جنبلاط يعوّل كثيراً على الجهود العربية ويدعو على المستوى الداخلي القوى السياسية الى ملاقاة هذه الجهود بحراك داخلي قائم على التفاهم، وحذرنا من التشنج لأجل ان نتلقف الجهد العربي ولأجل ان يكون هناك جاهزية داخلية في ايجاد الحلول». وأكد أن «الاتصالات مستمرة بين جنبلاط والحريري». وأوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أن «الطرف الآخر» الذي تحدّث عنه الحريري في كلامه ل «الحياة» بات «معروفاً وواضحاً مّما جرى على الساحة الداخلية»، وأضاف: «أمّا ما هو المطلوب من هذا الطرف الآخر فليس مطلوباً أن ينشر عبر الصحف، لأن ما تم قوله عبر الصحف كافٍ، ولم يكن ممكناً للرئيس الحريري ان يبقى صامتاً بعد الحملة التي حصلت والتي أجبرته على الرد، وبالتالي على كل فريق ان ينفذ التزماته». وأضاف فتفت في حديث إلى «ال بي سي»: «الذي يقول إنه يعرف كل تفاصيل التسوية يكون مخطئاً لأن القلة القليلة هي التي تعرف، وبالتالي المطلوب أيضاً وقف الابتزاز لأنه لا يمكن الاستمرار بهذا الشكل أي أنه كلما تقدّم الرئيس الحريري خطوة يقابله الابتزاز»، مشدداً على أن «ليس هناك تسوية مفروضة بل احتضان للتفاهم اللبناني». ولفت عضو الكتلة نفسها النائب عمار حوري إلى أن «ما حصل في الحكومة الحالية أمرٌ مستغرب، إذ إن الفريق الآخر دخل إليها بمنطق المعارضة وهذا عمل غير مسبوق»، مشيراً إلى أن «هذا الأمر طُبِّق في الوقت الحالي بتعطيل عمل الحكومة تحت عنوان ملف خلافي». وإذ نفى أن «يكون الرئيس الحريري قد أُعطي كل الممكن للإنطلاق بهذه الحكومة»، قال حوري في حديث الى إذاعة «لبنان الحر»: «لم يكن هناك نيات من أجل نجاح الحريري في الحكومة ويكفي أن نبدأ من التعيينات لنعرف ذلك»، لافتاً إلى أن «الفريق الآخر لديه فلسفة داخل الحكومة تقول بوجوب الاتفاق على موقف وسط ضمن منطقه هو». وعن المسعى السعودي - السوري، قال: «ما أعرفه أن الفريق الآخر المحلي والإقليمي يعرف تماماً ما عليه فعله»، مشيراً إلى أن «الرئيس الحريري عندما قال لصحيفة «الحياة» عن «الطرف الآخر» فهو لم يقل الطرف الآخر اللبناني فقط». وأكد أن «المسار السعودي - السوري سينجح على رغم الصعوبات والمعوقات»، وأوضح ان «هذا المسعى لديه هدف محدد وهو الاستقرار في لبنان، وهذا الاستقرار لديه جهود تستوجب فريقين، فهو تفاهم احتضاني وليس بديلاً عن تفاهم لبناني - لبناني». وقال حوري إن «هناك أربعة عناوين استنتاجية يجب أن تُبتّ من أجل المساعدة على حل الأمور، وهي أن هذا الملف الفارغ والذي اسمه شهود الزور يجب أن يتوجه إلى القضاء العادي، وثانياً المذكرات السورية التي صدرت في حق البعض يجب أن تزال، وثالثاً يجب أن يعود العمل إلى مجلس الوزراء وعدم تعطيل عمله، ورابعاً تجب العودة إلى هيئة الحوار الوطني». ولفت عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب إيلي ماروني إلى أنه «كلّما قام رئيس الحكومة بمبادرة قابلوه بسلبيّة»، مضيفاً: «المطلوب منّا على ما يبدو أن نوافق على ما يريدون من دون أن يكلفوا أنفسهم الجلوس إلى الطاولة والتحاور». وسأل ماروني في حديث الى «ال بي سي»: «هل المطلوب أن ننسى سلاح حزب الله وننسى الاستراتيجية الدفاعية ودويلتهم التي تكبر، وهل فقط المطلوب الكلام عن المحكمة الدولية؟». وحول قول نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ان الحزب أنجز ما هو مطلوب منه، أجاب: «يريدون منّا نحن الاستسلام وإلغاء كياننا كما إلغاء الدولة ويريدون إلغاء أطراف داخل 14 آذار، هذا ما يطلبه الشيخ قاسم، فليقولوا لنا ما هي الإنجازات التي فعلوها من أجل قيام الدولة اللبنانية، ونحن على استعداد للجلوس حول الطاولة». ونوه عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب نعمة طعمة ب «التوافق والتواصل السعودي - السوري لخلاص لبنان من محنته»، ورأى «ان الأمور قد أضحت في خواتيمها»، متوقعاً «ان تكون الأيام المقبلة على مقدار كبير من الأهمية خصوصاً بعد شفاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز واللقاءات التي يقوم بها على اعلى المستويات والتي ستتوالى تباعاً في هذه المرحلة». وقال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا في حديث الى إذاعة «صوت لبنان»: «الفريق الآخر متكّل على كثافة الأحداث، والمسعى السعودي - السوري يسعى الى منع العبث في لبنان وإلى عدم استعمال القوة والى احترام العدالة وعدم استعمالها أو توجيهها ضد أي طائفة أو جماعة سياسية». وعن الرد الأخير للرئيس نبيه بري على كلام الرئيس الحريري، قال: «لا أعتقد أن بري يريد أن يدخل على خط الضغوط التي تطاول الحريري». ولفت زهرا الى ان «أجواء القلق على الأرض عند حزب الله والخطابات المتشنجة تراجعت وهذا هو التصرف الحكيم من قبلهم والذي كنا نناشدهم عمله». ورأى رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون أن «كل حديث عن تسوية أو اتفاق لمعالجة الأزمة السياسية الراهنة هو سابق لأوانه»، سائلاً: «في حال حصلت هذه التسوية، وتبيّن بنتيجة التحقيقات الدولية أن حزب الله - لا سمح الله - ضالع في اغتيال الحريري، فأين ستنفّذ وقتذاك هذه التسوية؟». وقال : «الجميع يعرف مدى صعوبة السير بأي تسوية، علينا أن ننتظر لمدة أسبوعين كي تتضح الأمور».