دان المغرب ومصر بشدة، ومن دون تحفظ، كل أشكال الإرهاب، وجددا عزمهما المضي قدماً في الحرب على الظاهرة لاقتلاعها من جذورها. وجاء في بيان مشترك صدر في أعقاب المحادثات التي أجراها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ونظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري أن البلدين «يرفضان بشكل قاطع كل محاولة، مهما كان مصدرها، ترمي إلى إلصاق الإرهاب بدين أو عرق أو ثقافة»، ودعوَا إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الأديان والحضارات لتكريس السلم والإخاء والمحبة. وعرضت المحادثات إلى تفعيل أعمال اللجنة المشتركة العليا والإحاطة بالأوضاع الإقليمية والعربية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأقر الطرفان إحداث آلية للحوار حول كل القضايا تجتمع مرتين في السنة على الأقل. كما تقرر عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية الموقعة على اتفاق إقامة مناطق التجارة الحرة في آذار (مارس) المقبل. على صعيد آخر، احتدت المواجهة بين حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي بزعامة عبدالإله بن كيران ووزارة الداخلية، فقد ردت الأخيرة ببيان متشدد على اتهامات صدرت عن الحزب تفيد بتعيين مسؤول في جهاز السلطة له ميول حزبية. وقالت الداخلية إن التعيينات والمناقلات التي طاولت مسؤولين محليين «تندرج في إطار مقتضيات الدستور» ولا علاقة لها بالصراعات الحزبية. فيما رأى الحزب الإسلامي أن بعض تلك التعيينات لا يخلو من حساسيات سياسية، في إشارة إلى صراعه المفتوح مع حزب «الأصالة والمعاصرة» الذي أسسه الوزير السابق المنتدب في الداخلية فؤاد عالي الهمة، ما يؤشر إلى اندلاع حرب انتخابية قبل أوانها المقرر في العام 2012. وكانت المواجهات بين الداخلية و«العدالة والتنمية»، مرت بأطوار عدة، على خلفية مواقف متباينة، لكن ذلك لم يحل دون اصطفاف الحزب الإسلامي إلى جانب الإجماع الحاصل حيال تطورات ملف الصحراء والتصدي للتنظيمات الإرهابية. غير أن انسحاب أعضاء من الحزب الإسلامي والتحاقهم بأحزاب أخرى يعتبر مؤشراً إلى وجود تململ يعزوه الحزب إلى تعرضهم إلى ضغوط، وترفض المراجع الرسمية إقحامها في فصوله المتوالية. وصدرت في الآونة الأخيرة إشارات قوية تحض الزعامات الحزبية على الابتعاد عن استغلال التطورات الراهنة لتصفية حسابات حزبية، خصوصاً في ظل تداعيات أحداث العيون التي أطاحت المحافظ السابق محمد جلموس، فيما عزت أوساط حزبية الموقف إلى دخوله على خط الصراع في مواجهة منتخبين ينتسبون إلى حزب الاستقلال الذي يقوده رئيس الوزراء عباس الفاسي.